هذه الميزة التي وهبها الله للطبيعة الساحلية لم تشفع لها لدى أصحاب القرار والشأن برعايتها والاهتمام بها واستثمارها بما يحقق نمواً وازدهاراً ويدخل ملايين الليرات إلى خزينة الدولة، بل على العكس تحولت إلى مشكلة بسبب غياب التخطيط والاهتمام...!!
إن الشريط الساحلي يعتبر من أهم المنافذ الحدودية عبر مرفأي طرطوس واللاذقية وهو ممر نطل من خلاله على المياه الإقليمية والدولية وعدم استثماره كما يجب يشكل هدراً لمورد مهم وحيوي من أهم الموارد الطبيعية وطنياً..!!
فالإهمال والفقر الذي يعاني منه هذا الشريط يؤكد بما لا يترك مجالاً للشك بالتعاطي غير المسؤول وغير المدروس مع هذه البقعة الجغرافية ولا سيما أن استثمارها يخلق آلاف فرص العمل في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة بشكل كبير خاصة بعد الأزمة التي ألمت بالبلد..!!
إن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء منذ أيام إلى طرطوس واللاذقية والاهتمام الحكومي الذي تميزت به هذه الزيارة يعيد الأمل ويصحح البوصلة باتجاه استثمار هذا الشريط الذي عانى كثيراً وطويلاً من الحرمان واللامبالاة ويجعلنا نمني النفس بأن الاستثمار المجدي والفاعل لخصوصية هذه المنطقة وجماليتها سيحولها إلى مدن سياحية بامتياز تحاكي العديد من المدن والمناطق السياحية في الإقليم وربما تتفوق عليها بالكثير من الصفات الطبيعية.
إن في جولة رئيس الحكومة والوفد المرافق له للمنطقة الساحلية إشارات ودلالات وطنية تغير في نمطية النظرة التي كانت سائدة وتؤسس لمرحلة من النمو والتطور الاقتصادي والسياحي وربما تكون نقلة مميزة في آلية العمل والاستثمار لمنطقة تمتلك مقومات السياحة كافة والنمو لكنها تحتاج فقط إلى رعاية واهتمام ومتابعة وبالتأكيد فإن المشاريع الإنتاجية والخدمية التي تم تدشينها والتي وضع لها حجر الأساس ستكون عنصراً أساسياً ورافداً ودافعاً يغني مقومات السياحة ويعزز النمو الاقتصادي.