تتسع رقعتا الاحتراق والاختراق السورية باتجاه نظام أردوغان والكيان الصهيوني أيضاً، فكلاهما يتحسس ما اقترفت رؤوسه الحامية، محاولاً التسلل إلى الوراء بينما العبثية تترصدهما أمام حالات التبدلات الجديدة.
الوقت انتهى، ومحاولة إضاعة الكثير منه من قبل حلف العدوان، واستغلال المزيد من الفرص، لم تأت بنتيجة، بل انقلبت بسحرها ومعادلتها في وجه نسّاجيها ومكرهم، لتصب في مصلحة سورية وحلفائها، حيث قافلة الانتصار السورية تسير.. بينما عويلهم واستصراخهم يكشف حالات التخبط النفسي والسياسي التي لا تنفك مرافقة لحساباتهم ليل نهار.
عودة إدلب إلى حضن الدولة السورية بقامتها وبقيامتها الوطنية قاب قوسين أو أدنى، وأوهام أردوغان بالمناطق الآمنة كما يسميها، تستدرجها رياح الجيش العربي السوري بعقيدتها الوطنية التي لا تزال روحها تقض مضاجع أعداء سورية منذ حرب تشرين التحريرية في 6 تشرين الأول 1973م التي تمر ذكراها هذه الأيام وتحتفل سورية بقاعدتها الذهبية التي كسرت تابوهات الخوف من المعركة، ومن به شك، فليسأل نتنياهو الذي يهلوس بنتائجها وسيبقى، ويخاف من تبعاتها القادمة لتحرير الجولان العربي السوري المحتل، التي تؤكد سورية أن خطواتها قادمة لاسترجاعه، كما هي إدلب التي يأبى زيتونها الأخضر الاستسلام لأردوغان وأطماعه العثمانية رغم ما استقدمه من إرهابيين وما مارسه من لصوصية تاريخية على كل المستويات وخيانة لحسن الجوار السوري.
إنها حالة الاحتراق والاختراق السورية تفعل فعلها وتنقل معركتها من الوكيل الذي يتدحرج مطروداً مهزوماً من الجغرافيا السورية إلى الأصيل الذي بات مطوقاً مشلولاً لا يعرف كيفية الخروج وبأي نفق يستر عوراته المفضوحة والمتحطمة على أسوار وحصون الدبلوماسية السورية.
وباسترجاع سورية وتحريرها لأراضيها من دنس التكفير، تستكمل معركة العملية الجراحية الدقيقة التي تحدث عنها السيد الرئيس بشار الأسد في بداية الحرب الإرهابية، بأهمية إعادة تأهيل المتلوثين والمجرثمين بالفكر الصهيوتكفيري والدولار الوهابي، لإعادة إعمار الفكر كمنطلق لإعمار سورية ولإكمال ما حققه نصر جيشنا الباسل في تشرين التحرير.. فتحية لأرواح شهدائنا وصنّاع النصر الذين يعانقون الشمس.