على مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هدفها شيطنة روسيا وصرف انتباه الرأي العام الغربي عن جهود الولايات المتحدة وحلفائها لزيادة قدراتها في المجال السيبراني والتحضير للعمليات السيبرانية.
وردا على ترحيل دبلوماسيين روس من هولندا واتهامهم بالهجمات السيبرانية على مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قالت الخارجية الروسية في بيان إن خطوات الجانب الهولندي تهدف إلى شن موجة جديدة من الهجمات على روسيا ما يدل على أن هذه العملية الدعائية جرت بالتنسيق مع الحلفاء، مشيرة إلى أن المواطنين الروس الذين تم ترحيلهم خبراء فنيون وكانت لديهم جوازات سفر دبلوماسية بالفعل ولكنهم لم يقوموا بأي عمليات سرية.
وأوضحت الخارجية أن المعدات التي صادرتها السلطات الهولندية منهم كانت مخصصة لاختبار الأنظمة المعلوماتية للسفارة الروسية وتحليل مستوى حماية الشبكات الالكترونية للبعثات الروسية وذلك وسط محاولات متكررة لاختراق شبكات المؤسسات الحكومية الروسية.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن السلطات الهولندية لم توجه أي اتهامات للمواطنين الروس أثناء مصادرة المعدات التابعة لهم ولم تطرح أي أسئلة عليهم كما رفضت إبلاغ السفارة الروسية بما حدث.
من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الكرملين لا يعتبر المعلومات الصادرة من لاهاي بشأن تدخل روسيا في عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أدلة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين أمس: هذه المعلومات الصادرة ليست دليلا.. هناك قنوات عمل على مستوى الجهات المعنية سواء في إطار آلية تقديم المساعدة القانونية المتبادلة أم غيرها وعبر هذه القنوات يجب تقديم الوثائق والأدلة والمعلومات الرسمية.. ونحن مستعدون للنظر فيها لكننا لا نعتزم مواصلة الحديث حول هذه المواضيع عبر وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هذه المعلومات عامة ولا تقدم حججا أو أدلة محددة ولذلك لا نعلق على ذلك في هذه الحالة.
في الأثناء أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحوار بين موسكو وبروكسل يحتاج إلى تصليح وتنشيط.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي إينسي ميلانيزي في موسكو أمس: «تناولنا أثناء مناقشة المواضيع الدولية مسألة العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، فروسيا تهتم بالاتحاد الأوروبي القوي الذي سيكون شريكا براغماتيا يمارس سياسته الخارجية على أساس المصالح الأوروبية ومصالح الدول التي تدخل الاتحاد الأوروبي، ونرى نحن وزملاؤنا الإيطاليون أيضا، كما فهمت، أن الحوار بين موسكو وبروكسل يحتاج إلى تصليح وتنشيط.
وأكد عميد الدبلوماسية الروسية أن موسكو منفتحة أمام كل الاقتراحات البناءة من جانب الاتحاد الأوروبي حول تنشيط التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وأضاف: نفهم جيدا أين نقع، ونتصرف بشكل براغماتي... بدليل أن التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي ينمو خلال العامين الأخيرين تقريبا ولا يزال يزداد بشكل ثابت، وسنرحب بذلك وسنكون منفتحين أمام الاقتراحات البناءة الهادفة لاستعادة علاقاتنا لمصلحة روسيا وشركائنا الأوروبيين.
وتابع: يوجد هناك العديد من الحكومات التي تفهم الطابع غير الطبيعي وغير الصالح للوضع القائم، وتدعم تحديد جوهر المسألة والاسترشاد ليس بالاعتقادات الإيديولوجية وأفكار التضامن الأوروأطلسي بل بالمصالح الحقيقية والعميقة للبلدان الأوروبية وكذلك مصالح الاتحاد الروسي، التي نسترشد بها.
وفي تعليقه على اتهامات هولندا لروسيا بتورطها المزعوم بالهجوم الإلكتروني على منطقة حظر الأسلحة الكيميائية أشار لافروف إلى أننا نشهد حاليا مثالا جديدا لتجاهل الآليات القانونية التي تم إنشاؤها لبحث القضايا التي تبرز في العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن زيارة الخبراء الروس إلى هولندا في نيسان الماضي كل عملا روتينيا وغير سري.
وتابع: لم يكن هناك أي شيء سري في زيارة الخبراء الروس إلى لاهاي في نيسان الماضي. إنها روتينية، ولم يختفوا لا في الفندق ولا بعد وصولهم إلى المطار ولا أثناء ارتيادهم السفارة الروسية... وتم احتجازهم دون تقديم أي توضيحات، ولم يسمحوا لهم بالاتصال بممثلي السفارة الروسية في هولندا وطالبوهم بمغادرة البلاد، وكان يبدو أن الحديث يدور عن سوء فهم، لا سيما أن لاهاي لم تعلن في نيسان الماضي أي احتجاج على ذلك لروسيا.
وفي سياق مواز ذكرت صحيفة «ذا تايمز» أن بريطانيا تستخدم للمرة الأولى طائرات حربية مسيرة في تدريبات عسكرية حيث تؤدي روسيا دور العدو الافتراضي.
وتشير الصحيفة إلى أن الحديث يدور حول طائرات من دون طيار تقل قيمتها عن ألف جنيه إسترليني، أي 1300 دولار، وهذا النوع يعد في بريطانيا هدية شائعة في أعياد الميلاد.
ويستخدم الجيش البريطاني في هذه التدريبات، جرارات مدرعة تزن 30 طنا يتم التحكم فيها عن بعد، وهي مصممة لتطهير الأرض من الألغام.
هذا، ويشارك هذه الأيام 5500 عسكري بريطاني في مناورات «السيف السريع -3»، وتعد الأكبر خلال السنوات 17 الأخيرة.
وذكرت صحيفة صاندي تايمز في هذا السياق أن هدف هذه المناورات يتمثل في تعزيز الجاهزية لأي مواجهة مع الدبابات أو التشكيلات الروسية فيما يعرف بالحرب المختلطة.
وتشارك في هذه التدريبات العسكرية التي تبلغ تكلفتها 100 مليون جنيه إسترليني، 200 عربة مدرعة، وست سفن حربية، وسفينة إنزال، و8 طائرات من طراز تيفون.
وتؤدي في سلسلة المعارضة الافتراضية، دور العدو الذي يستخدم دبابات «تي - 72» الروسية، كتيبة تابعة لخيالة الحرس الملكي.