ليس مخطئا, بل موغل في الحقد حتى على نفسه وشعبه, والعالم كله, لايرى أبعد من أنفه كما يقال في المثل الشعبي, هذا إذا كان يرى أنفه نفسه, بل ربما يدفعه العمه والعته والغرور وانعدام البصيرة إلى الظن ان انفه جبل أشم, أين منه الصخور القاسية .
الميدان السوري الذي كان المكان الذي تعرت فيه كل المؤامرات, وسقطت, فضح الخبايا والنوايا, وقدم للعالم الدليل تلو الدليل وعلى مدى ثماني سنوات أن ما يجري لن يكون خرابا ووبالا على المنطقة نفسها, هنا, بل هو إرهاب عابر للحدود, سوف يصل إن عاجلا أم آجلا إلى الغرب والشرق وكل بقعة تمده بأسباب الحياة وتضخ المال من أجل المزيد منه, وعلى مرأى العالم بتزييف المصطلحات, والعمل وفق أجندات ومخططات غربية معروفة, وضعت في أقبية معاهد الدراسات الغربية, والغاية الوحيدة منها خدمة الكيان الصهيوني, ومضى الأعراب في ركبها, ومعهم النظام التركي الذي ظن أنه فعلا وريث ما يسمى السلطنة, ناسيا أو متناسياً أنها كانت الرجل المريض الذي تشظى وسقط بفعل ما كان فيه من امراض وأحقاد على الشعوب .
المشهد اليوم, يبدو أكثر من أي وقت مضى جليا, إرهاب يضرب بكل مكان, رعاته يفتكون ببعضهم بعضاً, ويمضون إلى ارتكاب الحماقات التي كنا ننبه إليها, ونعرف أنها جذر عميق من التطرف والحقد, وكمّ الأفواه, وانهم ليسوا خارج إطار الحضارة الإنسانية, بل هم لايقتربون حتى من سلوك الكثير من المدجنات التي تربأ عن أفعالهم.
من النظام التركي الموغل في دعم الإرهاب, إلى ممالك الرمال وحز الرؤوس, وقصف اليمن وتهديم مدنه على رؤوس الأطفال, إلى الكيان الصهيوني, راعي الجوقة كلها, وما يرتكبه من فظائع في فلسطين المحتلة ضد الشعب الأعزل, كل هذا يصب في خانة الاستثمار بآلام البشر, ورؤية العالم بقرة حلوبا, ضرعها الحالي بنو سعود, وقد كاد الضرع يجف, وحان وقت الذبح لأخذ ما تبقى منها, وعلى المقلب الآخر, ثمة انتصار للعالم كله, يسجله الميدان السوري, للحرية والكرامة, وما طوفان جبل الحقد الذي نراه عند ممولي الإرهاب, ليس إلا النزعات الأخيرة التي تسبق النهايات الحتمية له, وإلى غير رجعة .