لترتسم بعد ذلك عناوين المرحلة المقبلة التي يبدو أن أولوياتها وخياراتها وقراراتها بقدر ما هي جاهزة وحاضرة على الأجندة السورية، بقدر ما هي واضحة وحاسمة بالنسبة لدمشق وحلفائها.
في التوقيت - ونحن على بعد خطوات من بدء تنفيذ (اتفاق إدلب )- ، يبدو الحديث التركي عن إعادة تجميع المجموعات الإرهابية تحت مسميات جديدة تمهيداً لدمجها في المشروع السياسي السوري كما يطمح ويتوهم أردوغان، نوعاً من القصف المسبق لـ(اتفاق سوتشي)، والذي يتناغم بأبعاده وأهدافه مع المواقف المعلنة للمجاميع الإرهابية المتواجدة في مدينة إدلب والتي خرجت ببيانات رفض واضحة لأي خطوة تركية باتجاه سحب سلاحها والخروج من المنطقة المتفق عليها.
الموقف الاميركي كان ولايزال يسير بنفس الاتجاه، حيث التصريحات الاميركية كانت كافية لفهم وقراءة أبعاد استراتيجية الولايات المتحدة خلال المرحلة الحالية والمقبلة، حيث لايزال الخطاب الاميركي واضحاً في مفرداته لجهة التهديد والتصعيد ودعم الارهاب والرهان عليه كورقة أخيرة بيد واشنطن يستحيل أن تتخلى أو تتنازل عنها أقله خلال الفترة الحالية.
بالمقابل كان ولايزال الموقف السوري واضحاً وحاسماً حيال الحرب على الارهاب، وهذا ما يجعل من كل المحاولات الاميركية والتركية والغربية والاسرائيلية لإجهاض كل الحلول السياسية والدفع بالأمور الى طريق التصعيد، فاقدة لأي نتيجة أو فاعلية على الارض ، وهذا بسبب الإرادة السورية من جهة وبسبب تجذر المعادلات والقواعد التي صاغتها دمشق بتضحيات أبنائها ودماء شهدائها من جهة أخرى.
بغض النظر عن تلك النوايا المشكوك بأمرها إلى أن يثبت العكس، فإنه يمكن الجزم بأن كل طموحات وخيارات ورهانات تلك الاطراف باتت يقينياً بحكم الساقطة والميتة، وهذا ليس من باب الاستنتاج والتحليل، بل من باب محاكاة الواقع بشيء من المنطقية والموضوعية والأهم بشيء من المصداقية .