ولا سيما في ضوء الإنجازات والانتصارات الكبرى التي حققها وما يزال يحققها بواسل جيشنا البطل على جبهات القتال ضد الإرهاب.
فما عجزت عن تحقيقه التنظيمات الإرهابية وداعموها في الشمال السوري، وما عجز عن تحقيقه العدو الصهيوني باعتداءاته المتواصلة، وما عجزت عن تحقيقه منظومة الإرهاب مجتمعة عبر الحصار والعقوبات والعدوان، لن تستطيع شرذمة قليلة من الخلايا الإرهابية النائمة تحقيقه، وهذه حقيقة آن الأوان لتلك الأطراف أن تعيها وتفهمها، فشعبنا الصامد وجيشنا البطل الذي لا يزال يحارب الإرهاب ويهزمه، لن ترهبه وتخيفه موجات التصعيد الإرهابية المتواصلة مهما كانت عاتية، وبالتالي فإن لجوء معسكر العدوان والحرب مجدداً إلى خيارات التفجيرات الإرهابية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، هي خيارات مهزومة وساقطة سلفاً ولن تغير في الواقع السياسي والميداني شيئاً، كما لن تثني السوريين عن خياراتهم، ولن تعرقل عملية محاربة الإرهاب التي قطع فيها جيشنا المقدام أشواطاً كثيرة بعد وصوله إلى مشارف إدلب، ولن تشتت انتباهه عن القيام بمهامه، ولن تؤثر بمعنوياته مطلقاً، بل على العكس من ذلك تماماً، فإنها تزيده إصراراً على سحق الإرهاب، وتدفعه قدماً نحو بوابات النصر، كما أنها لن تنجح في تعكير أفراح السوريين بالانتصارات المطردة التي حققها ولا يزال يحققها جيشنا البطل في جبهات الشمال، خاصة جبهة مدينة إدلب.
الهدف المباشر من التفجيرات الإرهابية هي محاولة تشتيت مهمتنا الأساسية في محاربة الإرهاب وطرد الغزاة والمحتلين، وضمن هذا السياق، سياق محاولات منظومة الإرهاب العبث بعناوين المشهد ونسف خرائط وقواعد الميدان، يمكن فهم المحاولات المحمومة والمجنونة للنظام التركي لتغيير إحداثيات المعركة والعودة بها إلى ما قبل بدء معارك تحرير الشمال وبشتى السبل والوسائل، سواء عبر التصعيد الممنهج واستعراض العضلات أم عبر الاستعانة بشركائه وحلفائه وأدواته في معسكر الإرهاب.
في هذا المنحى يحاول أردوغان البحث في كل نزاعاته الكارثية التي قد تأخذه إلى الجحيم، فالنظام التركي يسابق الزمن لإحداث ثغرة في الواقع الميداني تمكنه من العودة إلى تموضعه القديم حيث كان يتخندق خلف هالة من استعراض القوة والغرور والتورم التي كانت تدفعه إلى الخداع والتهرب والهروب من تنفيذ كل التزاماته واتفاقاته التي لطالما تشدق بحرصه على تنفيذها وتطبيقها على الأرض، وذلك من أجل أطماعه وطموحاته الاحتلالية والإخوانية والعثمانية.
إن تهديد النظام التركي بنشر منظومة (الباتريوت) الأميركية مجدداً على أراضيه، لا يعكس انهيار أردوغان فحسب، بل بات يؤكد وصول هذا المجرم واللص إلى حالة من الجنون التي قد تدفعه إلى الرهان على دفع الأمور نحو الهاوية التي أثبتت التجارب السابقة أنه لا يجيد اللعب حتى على حافتها، إنما يتكئ على إمكانية أن تقوم الإدارة الأميركية الداعمة الأساسية له وللتنظيمات الإرهابية بالذهاب معه بعيداً، في ضوء أجنداتها الخاصة، وقد يكون تهديده بـ (الباتريوت) مجرد فقاعات واستعراضات وخداع ومناورة من واشنطن وأنقرة كجزء من محاولات الضغط، على الرغم من أن الرد الروسي كان حاسماً في هذا الإطار وعلى لسان أكثر من مسؤول روسي بأنه لا عودة إلى الوراء خطوة واحدة، وأنه يتوجب على تركيا الكف عن دعم التنظيمات الإرهابية وعدم الذهاب باتجاه (السيناريو الأسوأ).
بكافة الأحوال تبدو خيارات أردوغان العدوانية ساقطة وميتة ومحدودة جداً، خصوصاً تلك التي تتعلق بمواصلة رهانه البائس على إرهابييه الذين يتهاوون تحت أقدام بواسل جيشنا البطل، ولا سيما مع وصول أبطال الجيش إلى مشارف إدلب واستمرار انهيار وتهاوي المجاميع الإرهابية، خاصة إرهابيي (النصرة) الذين يدعمهم النظام التركي.
قرار دمشق واضح وحاسم، وهذا أيضا ينطبق على قرار حلفائها، لجهة مواصلة محاربة الإرهاب حتى سحقه بالكامل وطرده من كامل الجغرافيا السورية، وهذا أمر يتوجب على راعي الإرهابيين أردوغان فهمه جداً، ذلك أن الخرائط الميدانية الجديدة التي رسمها الجيش العربي السوري بدماء رجالاته الأبطال وتضحياتهم الجسام، باتت هي العنوان الثابت والأساسي للمرحلة الحالية والمقبلة، وهذه حقيقة يتوجب على منظومة الإرهاب التسليم بها والخضوع لمقارباتها ودلالاتها وإرهاصاتها على الأرض، لأنها سوف تكون مدخلاً لكل التحولات والانزياحات المرتقبة، وغير ذلك هو تضييع للوقت ودفع للأمور نحو تصعيد لن يسلم منه رعاة الإرهاب وأدواتهم.