وكانت الغاية من تعميم هذا النموذج توفير الكثير من المساحات التي تحتلها الأكشاك على الأرصفة، إضافة إلى المظهر الجمالي اللائق الذي يخفف من التشوهات البصرية في المدينة نتيجة الانتشار العشوائي للأكشاك والإشغالات في مختلف أرجائها ولا سيما في المناطق المزدحمة متل البرامكة والحلبوني والشيخ سعد.
ولكن الواقع يحدث بشكل آخر حيث تمددت الأكشاك وغابت الأرصفة ليجد المواطنون أنفسهم في مهب مخاطر الطريق بين السيارات والباصات، ولعل منطقة البرامكة خير شاهد على العرقلة والإشكالات التي يسببها تمدد هذه الأكشاك المستمر وأهمها قطع الرصيف، ولا سيما أن المنطقة مكتظة بالكليات الجامعية والمشافي والدوائر الرسمية، ناهيك عن كونها عقدة مرورية مزدحمة جداً.
هذه الأكشاك لم تعد تملك من مواصفات اسمها شيئاً بل تحولت إلى ما يشبه (السوبرماركت) تبيع كل شيء وأي شيء، حتى أن أحدها على الضفة اليسرى لنهر بردى بات يعرف (بمول الجسر) نظراً للمساحة الضخمة التي بات يحتلها، ويبيع عشرات المنتجات بدءاً من المنتجات والمواد الغذائية وألعاب الأطفال وليس انتهاء بالدخان الوطني والأجنبي وجميع مستلزمات (الأراكيل).
وفوق كل هذا لم تعد الأكشاك تلتزم بسعر المواد التي تبيعها بل وتعدت ذلك إلى رفعها بشكل يزيد على أسعار المحال التجارية في ظل غياب رقابة حقيقية عليها، إضافة لعدم التزام أصحابها بقواعد النظافة ورمي المخلفات والقمامة على قارعة الرصيف دونما إحساس بالمسؤولية.
ورغم الحملات المستمرة التي تقوم بها محافظة دمشق إلا أن واقع الحال يشير إلى تمدد مستمر لتلك الأكشاك، وبانتظار وعود المحافظة بإقامة أسواق شعبية لاستيعابها وتنظيمها، ستبقى بوضعها الحالي مصدر إزعاج وإرباك حقيقي لحركة السير والمرور وتشويه حقيقي للمظهر العام للمنطقة.