تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإساءة لقائد المقاومة خطأ أم توجه يندرج في سياق 1559

بيروت
صفحة اولى
الاثنين 5/6/2006
حسن حردان

قضية الاساءة لقائد المقاومة ورمزها السيد حسن نصر الله في برنامج ال بي سي الهزلي أثار موجة استنكار وشجب واسعة في لبنان على الصعيدين السياسي والشعبي,

حتى ان ذلك اصاب الناس بالغضب الشديد فنزلوا الى الشوارع في منتصف الليل معربين عن رفضهم التعرض لمقام السيد حسن نصر الله.‏

واذا كان البعض قد حاول ادراج هذه الاساءة في اطار الخطأ والتجاوز والاجتهاد الشخصي, إلا ان هناك قناعة بأن القضية ابعد من ذلك بكثير خاصة عندما نجد ان ادارة محطة ال بي سي قد رفضت الاعتذار, فيما لاقت من بعض مواقع المسؤولية في فريق الاكثرية النيابية والحكومية الدعم والمؤازرة والتبرير بذريعة انه يجب عدم اعطاء الامر اكثر مما يحتمل.‏

ان كل من يتابع تسلسل الاحداث والتطورات منذ صدور القرار 1559 الذي يستهدف اثارة الفتنة لنزع سلاح المقاومة, يلاحظ بوضوح ان هذه الاساءة انما تندرج في سياق المخطط ذاته بهدف النيل من المقاومة وسلاحها وقدسيته ومكانة رموزها وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله الذي قدم ابنه شهيدا في معارك الشرف والتضحية دفاعاً عن لبنان في مواجهة الاحتلال الصهيوني.‏

لذلك فإن التعرض لقائد المقاومة يندرج في سياق الحملة المنظمة على المقاومة في تناغم واضح مع المشروع الاميركي الغربي ومن ورائه اسرائيل والذي فشل في استكمال انقلابه في لبنان مستغلاً دماء رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري, يحاول اليوم النفاذ بعدة طرق لاعادة احياء مشروعه الانقلابي وتعويم قواه المحلية من خلال التصويب على الاهداف التي يسعى اليها وهي نزع سلاح المقاومة, عبر محاولة المس بقدسية المقاومة والتجرؤ على قائدها ودفع البلاد الى اتون الفتنة من خلال التعرض للسيد نصر الله في برنامج يتناول الاحداث بسخرية, لأن من يقف وراء هذا التوجه الخبيث يدرك مدى المكانة التي يتمتع بها السيد نصر الله في الوسط الشعبي وبالتالي كان يتوقع ان تحصل ردود فعل شعبية تؤدي الى اعمال فوضى واضطراب تقود الى اندلاع الفتنة الشريرية بما يؤدي الى جر المقاومة الى الوقوع في شركها.‏

وما يؤكد صحة هذا التوجه, الى جانب رفض ادارة ال بي سي الاعتذار, ما كشف عنه من ان المدعو سامي الجميل, ولحظة نزول الناس الى الشوارع قام مع مجموعة من مناصريه بالتوجه الى منطقة قريبة من وجود المتظاهرين الغاضبين في محاولة للتصدي لهم بذريعة منعهم من التعرض للاملاك العامة في احياء بيروت الشرقية فتصدت لهم قوات الامن واعتقلت عدداً منهم.‏

لقد بات واضحاً ان لبنان تحول لعبة خطرة بيد بعض وسائل الاعلام التي تتناغم مع مخطط الفوضى الهدامة الذي تنفذه الولايات المتحدة الاميركية منذ احتلالها للعراق, وذلك عبر استغلال الحريات الاعلامية للترويج للفتنة تحقيقاً لغايات بعيدة كل البعد عن الاهداف السامية والنبيلة التي يجب ان يصف بها الاعلام الذي يدخل بيوت الناس ويؤثر في افكارهم وحياتهم اليومية.‏

غير ان قيادة المقاومة التي تصرفت بوعي ودراية عالية وبعد نظر في مواجهة مشروع الفتنة منذ صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس الحريري, سارعت بشخص قائدها السيد حسن نصر الله الى احتواء رد فعل المواطنين الغاضبين للحيلولة دون تطور الامور وحصول ما لا تحمد عقباه وفي ذات الوقت لقطع الطريق على المتربصين شراً بالمقاومة المنخرطين في مشروع التآمر على عروبة لبنان ومقاومته التي جعلت منه قوة منيعة تردع اسرائيل وتعيق مشروعها ومعه المخطط الاميركي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية