تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العلم المزيّف

نافذة على حدث
الأحد 27-1-2013
 منير الموسى

التقارير الإعلامية والأنباء تتحدث من هنا وهناك باستمرار عن مرتزقة قدموا من ليبيا وتونس ومصر، ودول مجلس التعاون الخليجي واليمن وأفغانستان والشيشان ومن تركيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا، لمحاربة السوريين.

تُرى لماذا هذا السباق المحموم نحو سورية؟ هل لأن واشنطن تريد تقديم نفسها بأنها منقذة العالم، بينما يتدرب في قواعد البنتاغون العسكرية في جورجيا وفرجينيا وتكساس شخصيات من كل بقاع الدنيا، ركبوا موجة المعارضة، ومهمتهم تنفيذ مخطط تدمير بلدانهم مثلما حدث في ليبيا ومالي وغيرهما.‏

بين تلك الشخصيات والمرتزقة يختمر الإرهاب الذي يخدم التدخل الامبريالي بوجه إنساني. فتقف خلفه فرق الموت التي تدربها الولايات المتحدة حيث يقر الباحث الغربي ميشيل كودسكي أن تدريب فرق الموت الإرهابية في العراق جرى على نموذج فرق الموت السلفادورية التي عاثت إرهابا وقتلا في أميركا الوسطى وتسببت بقتل 75 ألف إنسان.‏

في العراق أسس السفير جون نيغروبونتي فرق الموت بين 2004-2005. وكان في قواعد اللعبة الأميركية أن يكون المرتزقة من السلفيين التكفيريين ومن المجرمين المحكومين ومن ناقلي المخدرات ومتعاطيها على أن يقوم الحلفاء بإفراغ سجونهم من السجناء وإرسالهم للقتال كما في سورية الآن ، وقد حذا حذوه السفير الأميركي في دمشق روبرت ستفنسن فورد حيث طبقت الولايات المتحدة التجربة العراقية والسلفادورية في فرق الموت التي سمتها بكل فروعها ولا سيما جبهة النصرة، بالجيش الحر، الذي لا ينطق خارج هوى واشنطن، ففرق الموت في سورية شُكلت بالمرتزقة الذين جندتهم الولايات المتحدة وحلف الأطلسي وحلفاؤهما في دول التعاون الخليجي وتركيا، وتشرف عليهم الاستخبارات البريطانية والفرنسية، واليوم كما بالأمس تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها مقاولين بعقود مع وزارات دفاعهم ويدربون المرتزقة على القضاء على مكامن القوة السورية باعتراف دبلوماسيين أميركيين من على منبر السي إن إن. وثمة شركات أمنية خاصة أبرمت عقوداً مع الأطلسي والبنتاغون يعمل موظفوها في صفوف المسلحين الإرهابيين في سورية حتى إن تقارير غربية اعترفت أن العشرات منهم قبضت عليهم السلطات المختصة في سورية.‏

وهكذا يغدو العدوان الأميركي على الدول عدواناً تحت أعلام مزيفة يحملها المرتزقة والمتمردون في دول عديدة مستهدفة، خدمة لعدوان عالمي واسع هدفه ليس أقل من تقسيم جزء كبير من العالم واحتلاله، والعدوان الأميركي على سورية والفورة الأميركية العسكرية التي سببتها الأزمة التاريخية للرأسمالية في العالم تتوازيان في المؤامرة التي تستهدف كل العالم كما تستهدف كل السوريين وحقوقهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية