تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. صحيفة «إسرائيل اليوم»: الانتخابات الأكثر غرابة

ترجمـــــــــــة
الأحد 27-1-2013
 إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

انتهت المعركة الانتخابية لما يسمى بالكنيست التاسعة عشرة في الكيان الإسرائيلي وأعلن عن نتائجها في اليوم التالي الأربعاء الموافق 23/1/2013،وهي انتخابات وصفها غالبية المراقبين الإسرائيليين بأنها الأكثر غرابة وعصفا في تاريخ إسرائيل،

وسبقتها جملة من التوقعات الصحيحة وغير الصحيحة ،وواكبها كثير من الضجيج الإعلامي الذي قامت جميع القوائم الانتخابية التي بلغ تعدادها نحو الاثنين وثلاثين قائمة انتخابية ، وتكاد تخلو جميع برامج هذه القوائم الانتخابية وفي مقدمتها القوائم الخاصة بالأحزاب الكبيرة مثل الليكود والعمل وما إلى ذلك من برامج سياسية واضحة ترسي أياً من القواعد لمناقشة جدية لأي من القضايا الكبيرة التي تواجه الكيان الإسرائيلي في هذه المرحلة ، وخاصة قضية الصراع العربي -الصهيوني الذي استبدله تحالف نتنياهو-ليبرمان بفرض المزيد من الوقائع الاستيطانية على الأرض الفلسطينية ،إلى جانب خلو برامح جميع هذه القوائم من أي رؤية لما يحدث في المنطقة من تحولات ومتغيرات كبيرة وهائلة ، بحيث ذهب البعض من المعلقين الإسرائيليين بوصف هذه الانتخابات بأنها انقلاب كبير على الطبيعة البراغماتية التي وسمت الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه «و أن إسرائيل العلمانية الأشكنازية غابت لتحل محلها ليس علمانية شرقية ولا علمانية يمينية وإنما تدين أشكنازي قومي يكاد يلغي التطورات التي جاءت بعد إقامة الدولة» على حد تعبيرجدعون ليفي في هآرتس‏

رياح الانتخابات جاءت بغير ما تشتهي سفن نتنياهو‏

نتائج الانتخابات بعد الإعلان عنها جاءت بعيدة بعض الشيء عن التوقعات والاستطلاعات التي نشرت قبلها والتي كانت تتوقع بفوز ائتلاف نتنياهو- ليبرمان بأكثر من اثنين وأربعين مقعدا لكن النتائج كانت مغايرة بعض الشيء ، فقد بينت نتائج فرز 99.8% من أصوات الناخبين، أن قائمة «الليكود – بيتينو» لا تزال القوة الأولى ولكن أقل من التوقعات ،وان القائمة لم تحصل إلا على 31 مقعدا،تلاها قائمة يوجد مستقبل «يش عتيد» التي حصلت على 19 مقعدا، و«العمل» 15 مقعدا، و«شاس» 11 مقعدا، و«البيت اليهودي» 11 مقعدا، و«يهدوت هتوراه» 7 مقاعد.وحصلت قائمة «الحركة برئاسة تسيبي ليفني» على 6 مقاعد، مقابل 6 مقاعد لـ«ميرتس»، ومقعدين لـ«كاديما».أما القوائم العربية فتحصلت مجتمعة على 12 مقعدا: 5 مقاعد للموحدة و4 مقاعد للجبهة و 3 مقاعد للتجمع الوطني الديمقراطي.‏

يئير لبيد زعيم حزب «يوجد مستقبل» يفاجئ اليمين ونتنياهو‏

المفاجأة من العيار الثقيل التي أفرزتها هذه الانتخابات بالنسبة لنتنياهو واليمين بشكل عام كانت بروز نجم الصحفي والمذيع التلفزيوني «يئير لبيد» وحزبه «يوجد مستقبل»الذي احتل المرتبة الثانية من حيث حصوله على عدد المقاعد في الكنيست بعد الليكود، ويذكر إن لبيد البالغ من العمر 49عاما الذي كان يعمل مذيعا في التلفزيون وكاتبا قي صحيفة يدبعوت احرنوت ، قد أسس حزبه «يوجد مستقبل قبل عام وباشر التحضير للانتخابات الحالية، وهو ابن وزير العدل سابقا والإعلامي المعروف«تومي لبيد» الذي ترأس حزب «التغيير الديمقراطي»العلماني وخاض انتخابات عام 2003وفاز بخمسة عشر مقعدا ما لبث هذا الحزب حتى غاب وتلاشى عن الساحة السياسية في الكيان الإسرائيلي.‏

ركز لبيد خلال حملته الانتخابية على حقوق العلمانيين والدفاع عن الطبقات الوسطى التي أنهكت بسبب ارتفاع أسعار المساكن، وعبرت عن ذلك بالنزول إلى الشوارع بكثافة في صيف 2011 وخصوصا في تل أبيب.وتشير صحيفة جيروزاليم بوست إلى أن لبيد قد صرح في مطلع الشهر الحالي أن حزبه ليس من وسط اليسار، وإنما من وسط الوسط، مشيراً إلى أن حزبه يتمتع ويدافع عن حزب الطبقة الوسطى الإسرائيلية.وشن لبيد في حملته هجوما على المتطرفين اليهود الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية ولا يدفعون الضرائب، لكن حزبه يضم رغم ذلك نائبا من المتطرفين هو «دوف ليبمان»، ونائبين من أصول إثيوبية، ودرزيا، ومنشقة عن حزب ميرتس اليساري، ومحافظ هرتسيليا السابق، وقائد الشرطة السابق في القدس، ومسؤولا سابقاً في جهاز الشاباك.أما على الصعيد الاقتصادي فإن لبيد يعد ليبرالياً، حيث كتب في رسالة نشرتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» على موقعها الإلكتروني «تصوروا حكومة إسرائيلية تكون شفافة وأقل حجما ومسؤولة، تصوروا نظاماً انتخابياً يتيح لأحزاب صغيرة الدخول إلى الكنيست».كما أنه يؤيد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى «طلاق ودي» بين الطرفين، وإقامة دولة فلسطينية مع إبقاء المستعمرات الكبيرة في الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيل، كما أنه يعارض تقسيم القدس.‏

خيارات أمام نتنياهو أحلاها مر‏

لا شك أن نتائج الانتخابات الأخيرة في الكيان فاجأت نتنياهو واليمين قبل الجميع، واعتبرها البعض نكسة انتخابية حلت بزعيم اليمين الإسرائيلي الذي تصفه بعض الأطراف الصهيونية المتطرفة ب «بيبي ملك إسرائيل». ورغم ما يصفه البعض بهذه النكسة بالنسبة لنتنياهو واليمين ، فإن المذكور وتحالفه سيبقى على رأس السلطة في الكيان الإسرائيلي ، غير أن السؤال من سيشاركه في الحكومة، فالسيناريوهات المتاحة أمام نتنياهو وتحالفه بحسب المحللين الإسرائيليين متعددة، ولكن الأقرب إلى الواقع قد يكون كالتالي:‏

حكومة يمينية ضيقة‏

وفي هذا السيناريو ستضم الحكومة الإسرائيلية الليكود بيتنا والبيت اليهودي وحزب شاس ويهودت هتوراة، وسيبقى في المعارضة، هناك مستقبل والعمل وحزب الحركة، وميرتس، بالإضافة إلى الأحزاب العربية.وسيواجه «نتنياهو» خلال تشكيله لهذه الحكومة العديد من الصعوبات، أهمها أن «نتنياهو» سيبقى أسيراً في أيدي هذه الأحزاب، ولن يستطيع التقدم في أي اتجاه سياسي خاصة في ملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، والعلاقات مع السلطة, أو تغيير اقتصادي – اجتماعي في الوضع الإسرائيلي.‏

حكومة يسار – وسط وأصوليين‏

وفي هذا السيناريو ستضم الحكومة الإسرائيلية هناك مستقبل والعمل وحزب الحركة، وميرتس وحزب شاس ويهدوت هتوراة، وسيبقى في المعارضة الليكود بيتنا، والبيت اليهودي، والأحزاب العربية.وفقاً لهذا السيناريو فستقع مسؤولية كبيرة على كاهل رجل كان قبل عام ونصف مقدماً للبرامج التلفزيونية وكاتب مقال في صحيفة، وسيتعين عليه مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية، والمشاكل الأمنية والدبلوماسية الخارجية التي ورثها عن الحكومة السابقة.‏

حكومة يمين وسط – دون الاصوليين‏

وفي ظل السيناريوهات السابقة فإن هذا السيناريو يبدو محتملاً نوعا ما, حيث ستضم الحكومة الإسرائيلية الليكود بيتنا والبيت اليهودي وهناك مستقبل وحزب الحركة، وستتشكل المعارضة من حزب شاس ويهدوت هتوراة، والعمل ، وميرتس، بالإضافة إلى الأحزاب العربية.وتتمثل مشكلة هذا الائتلاف بوجود مشكلة جوهرية وهامة لكل حزب في مكوناتها مع الحزب الآخر, على سبيل المثال سيجد لبيد صعوبة كبيرة بتقبل فكرة الجلوس مع الأحزاب الدينية، وذلك على خلفية موقفها من قانون التجنيد الجديد، كما ستجد ليفني صعوبة كبيرة بالجلوس مع حزب البيت اليهودي وذلك لتناقض المواقف فيما يتعلق بالموضوع السياسي.‏

وسيضطر «نتنياهو» إلى صياغة قانون تجنيد جديد يتوافق مع سياسة وتوجهات الأحزاب الأصولية الدينية المشاركة في ائتلافه، كما سيضطر إلى منح لبيد وحزبه حقائب وزارية هامة، لإقناعه بالانضمام إلى حكومته.‏

تحليلات الصحف الإسرائيلية لم تختلف كثيرا في تقييمها لهذه الانتخابات ويرى محللون إسرائيليون أن هذه النتائج تفرض وقائع جديدة على الساحة السياسية الإسرائيلية وتخلق وضعا غير مريح لنتنياهو فى تشكيل الحكومة القادمة من خلال تخليه عن بعض شركائه الطبيعيين، والتحالف مع أحزاب الوسط واليسار قد ينتج عنها ائتلاف يكبله سياسياً أو يفرض عليه أجندات اجتماعية لا يرغب بها.‏

وحول مفاجأة لبيد في الانتخابات كتبت يديعوت احرنوت تقول :«مفاجأة انتخابات الكنيست حصول «هناك مستقبل» على 19 مقعدا ليصبح صاحب ثاني أكبر حزب فى إسرائيل ويشكل حصول حزب «ييش عتيد» أي «هناك مستقبل» برئاسة الإعلامي «يائير لبيد» على 19 مقعدا بعد انتهاء عملية التصويت مفاجأة كبيرة من العيار الثقيل لأحزاب اليمين.وأضافت الصحيفة إنه قد سادت فرحة عارمة فى المقرات الانتخابية لأحزاب يسار الوسط بسبب تراجع أحزاب اليمين والتي تتصدرها قائمة «الليكود بيتنا» المكونة من حزبي الليكود و«إسرائيل بيتنا» بعد حصولها على 31 مقعدا فى الانتخابات الحالية، مقابل 42 مقعدا فى الكنيست الماضية‏

وكتب دان مرغليت في إسرائيل اليوم يصف هذه الانتخابات بالأكثر غرابة في تاريخ إسرائيل:‏

«اليوم تبلغ خط النهاية معركة الانتخابات للكنيست أل 19 التي كانت أكثر غرابة – عصفا وتوقعا – مفاجأة، من أكثر المعارك – إن لم نقل منها جميعا. إن جميع الفروض الأساسية التي اعتبرت بديهيات جرى عليها مسح وشك فيها وارتفاع وانخفاض. فإذا رأينا آخر الأمر آن عددا منها سيتحقق فإنها لم توجه مسار الانتخابات طول طريقها. إن الفرض الوحيد الذي بقي ثابتا طول الاختلاف كله وإن كان قد فقد من قوته في المراحل الأخيرة هو إن بنيامين نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة. لكن كلما تراكمت استطلاعات الرأي العام ونشرت في وسائل الإعلام قوي الإجماع في اليمين واليسار على أن قيادة الائتلاف ستكون أصعب مما كانت في السنوات الأربع الماضية. إن فرض أن يشكل بنيامين نتنياهو الحكومة القادمة انشأ جوا لم يقم على وضع حقائقي وكأن إسرائيل عادت للتصويت بورقتي تصويت».‏

وكتبت هآرتس تقول :» تبلغ معركة الانتخابات للكنيست أل 19 نهايتها اليوم لا قبل ذلك بلحظة. إنها 100 يوم بدأت بسلسلة تحولات سياسية وشخصية وانتهت إلى تثاؤب كبير ومشهد كوميدي يؤدي الدور الرئيس فيه بنيامين نتنياهو وموشيه كحلون. تتنبأ جميع استطلاعات الرأي بأن رئيس الوزراء الحالي هو أيضا رئيس الوزراء التالي، وأن كتلة اليمين ستحافظ على أكثريتها في الكنيست. والسؤال هو كيف سينقسم ألـ 45 نائبا لمصوتي الوسط – اليسار وأي الأحزاب التي هي أعضاء في كتلة – العمل، والحركة ويوجد مستقبل وكديما – سيكون في الحكومة القادمة».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية