تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أناقة المظهر على حساب أناقة العمل

مجتمع
الأحد 27-1-2013
رويدة سليمان

نظرت إليها في سهرة عائلية: بساطة وتقشف متناهيان ، وعفوية طفولية جادت بهما يد الخلاق والأعجب من ذلك كله، تلك المناعة الكاملة ضد إغراء الزينة والتبرج فكأنها ليست من بنات حواء التي انتزعت من ضلع آدم وفي يدها مرآة.

ليست كغيرها من النساء التي تسعى خلف المظاهر، وخاصة التي تتعلق بإبراز أناقتها أو جمالها أو مكانتها الاجتماعية وقد تبالغ أحياناً إلى درجة تميزها عن غيرها.‏

أشفق على تلك التي تقع في فخ التجميل والجراحات التجميلية والترميمية والتصنيعية، وأحترم حرية المرأة في التصرف بوجهها كما يحلو لها وتلوينه على هواها، (ولولا علبة مكي لكانت الحالة بتبكي)لكن المؤكد علمياً وواقعياً أنه لو أنفقت النساء واحداً على الألف من تلك النقود التي تصرفها على أناقة المظهر، على أناقة العقل لذابت نصف مشاكلنا الأسرية والمجتمعية ولأصبحت المرأة أكثر جمالاً وقدرة على العطاء‏

القراءة زاد للعقول‏

يقول لامارتين إذا قرأت المرأة كتاباً فكأنما زوجها وأولادها إذاً القراءة ثقافة وعلم ومعرفة وإدراك هي وسيلتنا الأرقى لتربية أطفالنا التربية الحديثة واعداده اعداداً صحيحاً وهي قضية أساسية في حياتنا المعاصرة وفي الحياة المستقبلية.‏

التسوق‏

متعة التسوق داء يصيب أكثر من 90٪ من النساء والواحدة منهن تذهب لشراء قطعة فتعود إلى البيت محملة بأكياس تحوي كل ما يخطر بالبال (قمصان، حقائب، أحذية،...) إلا الكتاب فهي إن اشترت فإنها لن تبتعد كثيراً عن كتب الطبخ وتربية الأطفال وحياكة الملابس والتجميل‏

أين المرأة من القراءة؟‏

في ظل غياب صدمة الأرقام نرتطم بصدمة الواقع ففي عصر يعرف فيه الأمي بأنه الذي لا يعرف لغة الكمبيوتر فإن هناك الكثيرات يرزحن تحت وطأة الأمية الأبجدية والمرأة وإن حصلت على استقلالها الاقتصادي فذلك مقابل نهار مزدوج وتعب مزمن لا يسمح لهم بقراءة حتى الصحف اليومية وغالباً ما تفضل المرأة العاملة فنجان القهوة الصباحي مع فضفضة لهم أوجع قلبها وثرثرة عن الموضة وعالم الجمال ويكثر القال والقيل.. وإن سمت في هذه المرحلة الجلسات الصباحية إلى ثرثرة سياسية وتوقعات فلكية الرجل المؤيد والمعارض.‏

المرأة ليست وحدها المسؤولة عن المبالغة في أناقة المظهر والاسراف بل يشاركها الرجل هذه المسؤولية من حيث موقعه كشريك حياة حيث يعجب بالمرأة الذكية المثقفة بشرط ألا تكون زوجته وينتقد زوجته على زيادة في وزنها وكذلك حين يؤنبها لتجاهلها لمظهرها وأناقتها.‏

هي المرأة السورية رمز الأناقة والجمال والنظافة والطهارة‏

جميل أن تكوني أنيقة المظهر والأجمل أناقة العقل لتأسري الأسماع والقلوب والعيون والعقول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية