تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفنان محمود عثمان مدير مسرح الطفل:التظاهـــــرة تســـــتمر محتفيــــــة بالطفـــــل الســـــوري

ثقافـــــــة
الأحد 27-1-2013
 آنا عزيز الخضر

تظاهرة مسرح الطفل الدورية، كانت على موعدها الثابت مع أطفال سورية، فلم تبخل عليهم بالفرح، إذ انتظرهم رغم الظروف الصعبة، و قد انشغلت مسارح دمشق به مثلما هي مسارح المحافظات الأخرى، حيث قدمت كل فرقة عروضها في محافظتها في طرطوس و الحسكة و السويداء القامشلي واللاذقية،

وكان هناك إصرار لوزارة الثقافة و مديرية المسارح والموسيقا و مسرح الطفل، أن تكون الفعالية في موعدها، حول هذه التظاهرة و العروض و أهدافها تحدث الأستاذ (محمود عثمان) مدير مسرح الطفل في سورية فقال: كان هناك إصرار كبير، من قبل مديرية المسارح لإقامة التظاهرة في موعدها، كي نعيد للأطفال طفولتهم، حيث تصدعت بعض ملامحها من جراء ما يحصل من أحداث على أرض الوطن، وقد جرت العادة بعد نهاية كل فصل، إقامة تظاهرات فنية و مهرجان ربيع الطفل، بهدف الاحتفاء بهذا الطفل وإدخال الفرح إلى قلبه، بعد أن خرج من امتحاناته، فأردنا أن يستثمر وقته أيضا بشكل أمثل، فاستقبلناه بمجموعة من العروض المسرحية، و كان هناك صعوبة في أن تأتي الفرق المسرحية من المحافظات لعرض أعمالها في دمشق، و بسبب الظروف خرجت فكرة ايجابية، في الأصل هي متميزة، حيث تقام العروض ضمن تظاهرة مسرح الطفل للفرق في محافظتها، و هذه الميزة نسعى إليها في الحالة العادية، بهدف تحقيق انتشار المسرح على مساحة القطر، و تكون بالتالي رفد لهدفنا العام في حضور المسرح كمكون ثقافي وتربوي لجميع الأطفال في سورية، والمهرجان بدوره كاحتفالية تحتفي بالمسرح، تؤكد أهداف مسرح الطفل العديدة، فهي تعليمية و تربوية و ترفيهية وتوجيهية، أما ضمن هذه الظروف فقد دخل هدف جديد، و هو تذكير الأطفال بطفولتهم، و أخذهم بعيدا عن هذه الأجواء المؤلمة، التي يعيشها الوطن، و قد فرضتها الأزمة، من هنا كان إصرارنا على المهرجان، كي نلفت نظر الجميع إلى أهمية، أن نترك الأطفال يعيشون طفولتهم، لاأن يكونوا رجالاً، يحملون أعباء فوق طاقاتهم، فمن الضرورة بمكان أن نبقيهم أطفال يعيشون طفولتهم وأوقات فرحهم، مهما كانت الظروف، هذا عدا عن انقطاع الكثير منهم عن المدارس، لذالك حرصت الوزارة على القيام بهذه التظاهرة، و استمرار حضورها في حياة الطفل السوري، فكان هناك عروض كثيرة و متنوعة، منها ماهو حديث ومنها ما هو قديم، و قدتم الإضافة عليه العديد من الأفكار، إذ يمكننا إعادة الأعمال المتميزة، لعرضها على الأطفال الجدد، و قد جرت العادة في المهرجانات إعادة الكثير من العروض السابقة، فحضرت عروض متنوعة المضامين والأساليب، تضمنت كل ما يفرح الطفل، وقد تم انجازها بدقة مدروسة و أكاديمية متقنة، جعلتها تخاطب الطفل، عقلا وأحاسيس و مشاعرا، مضافا إلى محاولة رفع ذائقته الجمالية، ثم تحقيق الأهداف التربوية والجمالية المأمولة من المسرح.‏

• ماذا عن العروض و مضامينها، فهل تم التطرق إلى بعض ملامح الأزمة أم فضلتم الابتعاد عنها؟‏

•• هناك عروض متنوعة و جادة، تحمل الجانب الترفيهي مع الالتزام بشروط فنية و فكرية خاصة، تلتزم بطموح مسرح الطفل و أهدافه بشكل عام، لكن بعض العروض حملت أشياء من الأزمة، حتى لا ينفصل لطفل عن واقعة، مثلا عرض (مدينة الأحلام) على صالة مسرح الحمراء بدمشق، إخراج (مجد احمد) و (باسل حمدان)، هناك طفل يحتفل بعيد ميلاده، و في كل مرة يفتح هدية تخرج لها شخصية، ليتم استعراض شخصيات عديدة، تسكن في ذاكرة جداتنا، فكانت سندريلا، و بائعة الكبريت، فله، صنو وايت و غيرها من الشخصيات، التي تحمل المعاناة في قصصها أيضا، و التي كانت موظفة بطريقة، تجعل الطفل قريبا من واقعه نسبيا، فحمل العرض بعض الإسقاطات، حتى يشعر ذلك الطفل بما يشعره الاخرين، و هذه أيضا مهمة تربوية ووطنية وقيمية، حتى يبتعد الطفل عن القيم الأنانية والسلبية، و يتفاعل مع محيطه فيحس بالآخرين وبشعور جماعي، و أيضا كان هناك عرض (أرنوب صائد الثعالب)، و الذي يحمل إشارة هامة، إلى ضرورة فضح الإعلام الكاذب و المفبرك، أيضا (الرهان الخاسر) إخراج (خوشناف ظاظا) و إن كانت لا تحمل أي إسقاطات، إلا أن هدفها التربوي الأبعد، التمسك بالقيم التربوية، التي توجه لتنمية الشخصية السليمة، عبر الترسيخ لكثير من القيم، و ضرورة التميز بين الخير و الشر، كمعيار يجب الالتزام به، حتى يتم اختيار طريق الخير، لأنه سينتصر بالنهاية، و هكذا الكثير من العروض، إضافة إلى عروض كثير في المحافظات، منها (الراعي الكذاب) إخراج(طارق حسين) و(ثعلوب اللعوب) إخراج (وعد الجردي)، إضافة إلى عرض (عم يلعبوا الأولاد) إخراج (لؤي شانا) في اللاذقية‏

• رغم وجود الأزمة رأينا الإصرار على مواصلة المهرجان، و إقامته في موعده فكيف تنظر إلى ضرورة حضور المسرح في حياة الطفل ككل؟؟‏

•• وجود المسرح في حياة الطفل ضرورة تربوية وثقافية، فهو ينشط ذهنه ومخيلته، ويعرفه على قضايا حياتية وقيم ايجابية، والكثير من المعطيات المختلفة معرفية وفنية وثقافية، والتي تدخل بين ثنايا العرض، فيستفيد الطفل من كل تفصيل يحضر، على صعيد الحكاية، وعلى صعيد الفنون التي تشارك في صياغة العرض وتشكيلاته وتكويناته، خصوصا أن مسرح الطفل يتطلب استخدام كافة الفنون من موسيقا إلى الغناء إلى الرقص إلى الرسم وغيره، وكلها ستترك أثرها على الطفل، كما يجعله في حالة تواصل متميز مع محيطه وواقعه، حيث يريه إياه من منظور مختلف، وكل ذلك من شأنه أن يخلق معارف وثقافة ونضج عند الطفل في مجالات كثيرة، عدا الجانب الترفيهي، وهو ما سعينا إليه دوما مثلما هو بوجود الأزمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية