ولد بيوتر تشايكوفسكي في 7 أيار عام 1840 في مدينة فوتكينسك بجمهورية ادمورتيا الروسية حالياً. وكان والده مديراً لمصنع التعدين هناك، وبيوتر الولد الثاني في العائلة. كان والداه من هواة الموسيقا، وأجادت والدته العزف على البيانو والغناء. وفي عام 1849 انتقلت الأسرة الى مدينة الابايفسك وفي عام 1850 - إلى سانكت- بطرسبورغ. وفي العام نفسه التحق تشايكوفسكي بكلية الحقوق الامبراطورية. وهناك صار يتلقى دروساً اختيارية في العزف على البيانو ضمن المواد الدراسية الأخرى. وبعد التخرج من الكلية في عام 1859 نسب للعمل في وزارة العدل بوظيفة مستشار. وكان في أوقات الفراغ يرتاد مسرح الأوبرا حيث تركت بالغ الانطباعات لديه أوبرات موزرات وجلينكا. وفي عام 1861 التحق بيوتر بالدورات الموسيقية للجمعية الموسيقية الروسية، وبعد تحويلها في عام 1862 إلى كونسرفتوار بطرسبورغ أصبح أحد الطلاب الأوائل في قسم التأليف الموسيقي فيها حيث تلقى الدروس تحت إشراف نيقولاي زاريمبا(نظرية الموسيقا) وانطون روبنشتين(قيادة الأوركسترا). وقد شجعه الأخير على ترك الوظيفة في وزارة العدل وتكريس نفسه للموسيقا فقط.
في عام 1865 تخرج تشايكوفسكي من الكونسرفتوار بعد تأليفه كانتاتا شيللر» للمسرة» ومنح لقاءها الميدالية الفضية. كما ألف خلال دراسته مقطوعات عديدة منها مقدمة موسيقية لمسرحية أوستروفسكي «العاصفة الرعدية» وموسيقا رقصات الفتيات الريفيات. وبعد التخرج دعاه نيقولاي روبنشتين إلى موسكو حيث حصل على منصب أستاذ كونسرفتوار موسكو، التي افتتحت لتوها في مجال التأليف الموسيقي والهارموني ونظرية الموسيقا والتقاسيم. وفي عام 1868 نشر تشايكوفسكي أولى مقالاته النقدية في الموسيقا وتعرف على جماعة «العصبة الجبارة» ورئيسها ميل بالاكيريف الذي نصحه بتأليف مقدمة- فنتازيا لمسرحية شكسبير» روميو وجولييت»، بينما طرح الناقد ستاسوف عليه فكرة تأليف الفانتازيا السيمفونية «العاصفة الرعدية» المستوحاة من مسرحية بهذا الاسم للكاتب اوستروفسكي.
كانت أعوام السبعينيات مرحلة بحث مستمر في الإبداع الموسيقي, فألّف تشايكوفسكي أوبرا «اوبريتشنيكي» و»الحداد فاكولا» وموسيقا لمسرحية اوستروفسكي «فتاة الثلج» وباليه «بحيرة البجع» والسيمفونية الثانية والسيمفونية الثالثة وفنتازايا «فرنشيسكا دا ريميني». كما عمل كناقد موسيقي لصحيفة «روسكيه فيدوموستي»
أخرج عرض باليه «بحيرة البجع» عام 1877 في مسرح البولشوي، وفي عام 1879 قدمت في كونسرفتوار موسكو أوبرا «يفغيني اونيغين». كما ألف تشايكوفسكي في هذا العام أوبرا» عذراء اورليان»
وفي أواخر السبعينيات أصيب تشايكوفسكي بأزمة نفسية حادة سببها الإجهاد الشديد في العمل وكذلك الإحباط في العلاقات الشخصية. فغادر روسيا حيث عاش عدة أعوام في الخارج في سويسرا وإيطاليا وكذلك في عزبة أخته في كامينكا. وخلال هذه الفترة جرت مراسلات كثيرة بين تشايكوفسكي والمحسنة المحبة للموسيقا البارونة فون ميك التي قدمت له مساعدات كبيرة في نشر أعماله.
وفي أواسط الثمانينات عاد تشايكوفسكي إلى النشاط الموسيقي وانتخب رئيساً لفرع الجمعية الموسيقية الروسية بموسكو. لكنه عاش في ضواحي المدينة في بلدة كلين حيث يوجد حالياً متحف يحمل اسمه. ومارس خلال هذه الفترة العمل كقائد اوركسترا في روسيا وخارجها.
في 3 شباط عام 1884 قدم في مسرح البولشوي عرض أوبرا» مازيبا» التي استوحيت فكرتها من قصيدة بوشكين «بولتافا». وفي 3 كانون الثاني عام 1890 قدم في مسرح مارينسكي في بطرسبورغ عرض باليه «الحسناء النائمة». وفي عام 1890 أخرجت في مسرح مارينسكي أيضاً أوبرا «ملكة البستوني» المأخوذة عن قصيدة لبوشكين. في ربيع عام 1891 قام تشايكوفسكي بجولة في الولايات المتحدة قاد فيها الأوركسترا التي عزفت أعماله في نيويورك وبالتيمور وفيلادلفيا.
في 25 تشرين الأول 1893 توفي تشايكوفسكي بعد إصابته بداء الكوليرا، ووري التراب في مقبرة كبار رجال الفن في دير الكسندر نيفسكي في بطرسبورغ.