تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المخطوطـــات تســــتعيد مجــــدها في ســــــوق المــــــزادات

 عن لو فيغارو
فضاءات ثقافية
الأحد 27-1-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

في عام 2004 شهد دار دروو للمزادات بيع مشروع وصية الامبراطور نابليون الأول بقيمة 132,779 يورو إلى أحد جامعي المخطوطات الفرنسيين. وقد تم كتابة وتصحيح هذه الوثيقة بإملاء من الكونت مونتولون.

وهذا يعني أن الورقة لا زالت محافظة على ألقها وسحرها في الزمن الرقمي. كما وتواصل أسعار هذه النصوص المكتوبة بخط اليد  ارتفاعها.‏‏

عندما نلتقي ديفيد اليو, الناشر الخاص وأحد هواة سيلين وسيزار يكون دائماً عائداً من مزاد علني لبيع مخطوطة, أو يخطط للذهاب إلى مزاد. وفي عصر هذا اليوم اطلعنا على مجموعة وثائق مخصصة لمؤلف (الرحلة) والتي حصل عليها مقابل مبلغ 1500 يورو. ويؤكد قائلاً: «كل الأنواع تثير اهتمامي, سواء الرسائل أو التواقيع أو البطاقات البريدية وحتى المظروفات التي تحتفظ بتاريخ. لدي رغبة في الغوص في الأعماق الحميمة للكاتب» ومثله الكثيرون الذين بدأ شغفهم يبرز بالتدريج بهذه النصوص المكتوبة بخط اليد. في عصر جعل الاعتماد فيه على النظام الرقمي من الورقة قطعة نادرة.‏‏

وانطلاقاً من تلك الملاحظة, تولدت لدى جيسيكا نيلسون, ونيكولا تريتياكو فكرة بقدر ما هي بسيطة تعتبر مبتكرة. تستند على افتتاح دار منشورات الآباء المقدسين. وهي دار مختصة فقط في نشر نسخ طبق الأصل عن المخطوطات, وتقول حول ذلك: «نحن لسنا ضد التطور نحو العالم الرقمي, ولكن لدينا رغبة في السباحة عكس التيار. ونبعت المبادرة من واقع أن المرء يشعر أن هناك عودة للكتابة وإلى موضوع المخطوطة» وأول عملائهم من المؤلفين هي الروائية اميلي نوتومب المتحمسة لرؤية مخطوطة روايتها الأولى (نظافة القاتل) الصادرة عام 1992 وقد تجدد شبابها. وصنعت الآلاف من نسخ هذه المخطوطة في فرنسا باليد على ورق فيدريغوني الموثقة. وكل كتاب جرى وضعه ضمن علبة أنيقة (سعرها 90 يورو) وخلال شهر حازت على إعجاب روائيين بلجيكيين. والكاتب الآخر الذي سينشر له مخطوطته هو الروائي جان دورميسون.   ‏‏

ولا يعتبر هذا الانجذاب حديث العهد, فقد أصبح «بيير ليروي» أحد جامعي المخطوطات الأكثر شهرة, ومن جانبه يخصص بيير– مارك  دوبياسي نشاطاً في البحث عن المخطوطات لدى المركز الوطني للبحث العلمي. ومنذ عام 2006 يترأس معهد النصوص والمخطوطات الحديثة. ويمضي, من جهته, جان– جاك لوفرير جزءاً من وقته في متابعة النصوص غير المنشورة أو المشاريع..الخ.‏‏

وفي هذا السياق, يسعى جيرالد ليريتييه إلى تقدير مدى انتشار هذه الظاهرة, ويترأس حالياً معهد اريستوفيل, كما وأنشأ متحف الآداب والمخطوطات في باريس عام 2004, حينها استقبل هذا المتحف 2000 زائر فقط, بينما استقبل العام المنصرم 25,000 زائر. ولكن يفتقد هذا المتحف إلى أماكن يستطيع فيها أن يخزن ويعرض 85,000 وثيقة من المخطوطات, وثمة مشروع يقضي في إقامته في مكان آخر.‏‏

وشهدنا على ذلك من خلال بيع المزادات, حيث لم يكن يجذب الزائر سوى مخطوطات الأدباء والشخصيات التاريخية (نابليون, لويس السادس عشر) وحتى المغنين (غينسبورغ) ممن كانوا يثيرون الانتباه أيضاً. ويقول ليريتييه إنه: «مع المخطوطات نشعر بتواصل مباشر مع الكاتب, نلامس حمضه النووي الإنساني» مضيفاً بشكل غنائي: «هل لمستم صفحة مخطوطة لبروست أو لديغول؟ تشعر بقشعريرة رهيبة وشعور غريب نادر» ونادراً ما تكون القضية لها علاقة بالأموال.‏‏

والجدير بالذكر أن بعض الأدباء تحقق مبيعات مخطوطاتهم مبلغاً كبيراً. ويلاحظ ليريتييه أن الروس بدؤوا الاستثمار في هذا الصعيد, وعرف الأميركيون منذ مدة من الذي لديه روايات موباسان وآخرين. وفي الوقت الحالي تسعى المتاحف والدولة  إلى استعادة هذه الكنوز الرائعة وهذه القطع من التراث الوطني. ولكن لهذا ثمنه. وليس كافياً توجيه دعوة إلى رعاة الآداب والفنون, حيث دفع متحف الآداب والمخطوطات سعر شراء صفحة مكتوبة بخط يد الامبراطور إلى صديقه في سانت هيلين لاس كاسيس 260,000يورو, في حين بلغ سعر شراء 3700 صفحة من قصة حياتي لكازانوفا سبعة ملايين يورو. ويعتقد جيرالد ليريتييه أن «هذا ليس شيئاً بالمقارنة بما سيحدث خلال السنوات العشر إلى الخمس عشر المقبلة» ولغاية هذا الحين يجري استعداداته من أجل افتتاح معرض في فندق الصالة, أطلق عليه اسم (قصة الكتابة) وسوف يعرض فيه 5000 عام من تاريخ تطور أدوات الكتابة, من رُقم تعود لبلاد الرافدين إلى رُقم اللمس في القرن الواحد والعشرين.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية