من أجل الحياة الكريمة
لا أحد يشبهنا نحن السوريين، فالحياة إن لم تكن كريمة لا نريدها ومن أجل كرامتنا فيها لم تتوقف قوافل الشهداء منذ سنتين، ونعلن استعدادنا لبذل المزيد من التضحيات ولا نقبل دون ذلك بأي شيء..
وفي سبيل هذه الحياة الكريمة لا يكفي أن نواجه الإرهاب وأدواته، بل علينا أن نعزّز قيم البناء في مرحلة التحدّي القادمة، ولا نعتقد أن هناك سورياً واحداً يقبل أن يكون “مصّاص دماء” ومن فعل ذلك فهو ليس منّا..
نعم، وكما هي الحملة الوطنية (اقسم رغيفك) نحن مستعدون لاقتسام الرغيف ولقمة العيش والمسكن،ومستعدون لتحمّل الضيق والمتاعب ولا يشعر أيّ منا بأنه يُضعف الدولة أو يلوي ذراعها...
هذا هو المواطن العربي السوري الحقيقي أما إن كان غير ذلك فلا بدّ وأنه سيكون ضمن المدى المجدي لعملنا في المرحلة القادمة، لا يكفي أن نتحدّث عن الحلول بل علينا أن نساهم بها، ولا يكفي ان نشير إلى مستغلي الأزمة بل علينا أن نفقأ عيونهم وأن نحشو جشعهم في أنوفهم أما خيرات هذا البلد فلنا كلنا دون تمييز وحمايتها مسؤوليتنا جميعاً دون تهرّب أو تقاعس..
في التفاصيل الحياتية، ننتظر من شبابنا أن يمثلوا القدوة الحسنة وأن يكون أداة متقدمة لمساعدة الدولة والجهات الرقابية ةغش أو تلاعب بقوت الناس وفي التصدّي لاعوجاج السلوك حتى لدى من هم أكبر منهم ومحفّزهم على ذلك هو أن الغد لهم وهم مسؤولون عن تفصيله على قياس مصلحتهم وبما يتناسب مع تطلعاتهم..
لا للتشاؤم!
تشتدّ لهجة الإجرام مع الضربات المتلاحقة التي يوجهها جيشنا الباسل لعصابات الإجرام والقتل والتدمير، ومن هول الإجرام والخسائر الكبيرة التي يسببها قد تتخلخل الثقة لدى البعض ويطلق بعض التصريحات المتسرّعة فيغلق أبواب الأمل في وجهه وفي وجه الآخرين، ولهؤلاء نقول: اقرؤوا المشهد كاملاً، صحيح أن الخسارة كبيرة في البنى التحتية لكن الصحيح أيضاً أن إنجازات كبيرة سياسية وعسكرية لا تُحجب بغربال، وهذا ما يجب أن يجعلنا أكثر ثقة وأن نترك الأمور الميدانية لأهلها ونبدأ عملية البناء والتي قد تبدأ بمساعدة عمال صيانة الكهرباء في أعمال الصيانة وفي حماية خطوط نقل الطاقة وشبكات الهاتف وشبكات الصرف الصحي..إلخ.
أي عمل مهما رأيته صغيراً ومتواضعاً هو عمل مفيد ويعزز صمود دولتنا وهذا فرض علينا جميعاً.
لا إقصاء!
تتخذ بعض الآراء المطروحة حالياً بعض المفردات الإقصائية والرافضة لأي شكل من أشكال التلاقي مع الآخرين، ونتحدث هنا عن الحديث الدارج بين بعض عامة الناس في الوقت الذي يسمو فيه الخطاب الرسمي فوق أي خلاف بوجهات النظر وبالمواقف، وحتى لا نبدو بعيدين عن الواقع وعن المنطق نقول إننا بحاجة لبعض الوقت حتى نسمع من نعتقد أنه يعادينا وهو في حقيقة الأمر يخالفنا بوجهات النظر، والتحوّل إلى واقع الحوار الجاد والفعّال يحتاج لمزيد من التثقيف ولمزيد من الرغبة في البحث عن هذا الآخر وعن أفكاره، فلا يكفي أن نقول إن هذا الحزب معارض لنتخذ موقفاً مناوئاً له، بل قبل أن نتخذ هذا الموقف علينا أن نتعرّف على أفكار هذا الحزب ونقارنها بما نؤمن به سياسياً ونقاطعه مع أفكارنا فنبحث عن نقاط التلاقي قبل نقاط الخلاف..
من حقّ أي جهة أن تتحدث عما تفعله لتحقيق أي مكاسب شعبية لها لكن ليس من حقها أن تلغي الآخر فكلنا شركاء في الوطن..
يقولون: إذا كان معك مليون ليرة وتبرعتَ بنصفها لأعمال خيرية أو وطنية، ومع الآخر مئة ليرة وقد تبرّع بها لنفس الأهداف فإن المئة ليرة هنا أكثر من نصف المليون لأن صاحبها تبرّع بكل ما يملك في حين تبرّع الأول بنصف ما يملك وهذا المعيار المنطقي هو القادر على الإقناع وهو الأنسب لأن يكون أنموذجاً وقدوة..
لا يجوز أن نعتقد خاطئين – أي كنّا نحن – أننا وحدنا الصحّ والآخرون على خطأ، في المرحلة القادمة يجب أن تكون القواسم المشتركة هي الأهم وهي الجسور التي نعبر فوقها للغد الآمن والمزدهر..
دائماً هناك نسبة من الصحّ ونسبة من الخطأ في أي عمل والظروف التي نعيشها أو تلك التي تنتظرنا تفرض علينا تقليص نسبة الخطأ لتزيد نسبة الصحّ في كل عمل نقوم به..