راهنت عليها وكسبت الرهان وانتزعت إعجاب الرجل... الأب والزوج والأخ واعترافهم بحضورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي إلى جانب حضورها الأسري وإن كانت هذه الاعترافات سرية في أغلب الأحيان ...
وماتزال المرأة السورية تثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على مزيد من العطاء وأن ينابيع العطاء لن تنضب ، وبكل ماتملك من قوة الأنوثة وعنفوان الرجولة دافعت عن وطنها ، عن وجودها عن أرضها وعزتها وكرامتها وهذا ليس غريباً عن واقع المرأة السورية التي تشبعت بقيم البطولة والنضال منذ أن وجدت على أرض هذا الوطن.
أبدعت في مسيرة الصمود
اليوم ، لا أحد يستطيع أن يماري أو يخفي إعجابه بالمرأة السورية والتي أصبحت أكثر اعتماداً على نفسها وأكثر اعتداداً بكرامتها فهي الأم الفاضلة .. واليد العاملة المنتجة والصابرة الصامدة والمديرة المرشدة ، الصخرة الشامخة التي ألقينا عليها همومنا وآلامنا وأوجاعنا خلال سنوات خمس عانى فيها الشعب السوري ويلات الحرب وكوارثها ، فصمدت في وجه عاصفة التدمير والتهجير والتفكير والتزييف وتحدّت مرارة القدر بصبرها وقوة شخصيتها وقوة عزيمتها وثقتها بنفسها وتمسكها بالأمل والرجاء.
نساء سوريات ضربن على امتداد أيام الصمود مثلاً يحتذى في البطولة والرجولة والتضحية ولم تنجح المجازر الدموية والاعتداءات الوحشية في الحدّ من شجاعتهن وصبرهن وصمودهن وهن يستقبلن قوافل الشهداء بالزغاريد والأرز والورود ومازالت... هاهي صبية العشرين تفقد رفيق دربها شهيداً وتزغرد بقدومه ملفوفاً بعلم الوطن وتعاهده وتعده بأن تربي ثمرة حبهما والتي ماتزال في أحشائها ، على حبّ الوطن والتضحية في سبيله، صبرت وتجلدت وجعلت الأسطورة واقعاً معاشاً ، وتلك أم ثكلى تستقبل أبناءها الأربعة شهداء... شهيد تلو الآخر متحدية الخنساء في كبرياء حزنها وسمو وجعها ، فخورة باستشهادهم من أجل الأرض والحق والكرامة فالوطن أغلى من نسغ العروق.. أغلى من فلذات الأكباد .
هذه المرأة السورية صهرتها الأزمة وصقلتها المعاناة فكان المعدن الأثمن والأشد بريقاً.. كانت أكثر اعتماداً على نفسها للخروج من عنق الزجاجة ، شدت حزام الأمان التربوي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي وقاية من اصطدام معنوي ومادي بتداعيات أزمة طالت كل شيء، واتقاء من جشع صيادي المياه العكرة الذين تاجروا بلقمة العيش ودماء الشهداء.
وجوه نسائية جديرة بالاحترام والتقدير والتبجيل ظهرت في الأزمة، صور وقصص كثيرة مستقاة من الواقع تختلط فيها الحقيقة بالخيال للمرأة السورية في صبرها وتحديها وصمودها أسرياً ومجتمعياً، تضع كل المهتمين والمعنيين أمام مسؤولية المزيد من تمكينها ذاتياً وأسرياً ومهنيا،ً مدعومة من القوانين لتقدم أفضل ما عندها من خلال أدوارها الجديدة كمقياس أساسي يبرهن على تقدم المجتمع الذي تشكل المرأة المتحررة نصفه ، المرأة التي هي النصف العددي للمجتمع تستطيع أن تلعب دور الكل في أحيان كثيرة وخاصة في أيام المحن والأزمات الوطنية .