فالشهرة للوطن وللذين أعطوا بلا مقابل، ودون أن ينتظروا منة من أحد، وجهدي هذا متواضع تجاه الدماء التي سالت في كل سورية أيام الاحتلال والحرب الكونية التي يتعرض لها الوطن ، فمن أنا أمام شهيد خرج من بيته طالباً الدفاع عن أهله وأبنائه من غاز طامع وحقود، وعاد على الأكف.
بدايته كانت بنسج لوحات عالمية روسية للفنان الروسي ( فاسيلي آندري فيتش ) إلى لوحات ابداعية متعددة المواضيع أهم ما يميزها العمق في جوهر الأشياء و حبه الصادق للطبيعة فكانت بعض شخوصه تمثل قيماً نضالية رمزية لألوان تحمل لحناً غامضاً غريباً و أخرى تضفي على لوحاته شاعرية جميلة .
المرأة الريفية لها حضور لافت في لوحاته الواقعية التي أظهرت قدرته على التعبير بنغمات لونية نسجت بظل خفي بسيط و خلال زيارتنا لمنزل الفنان حمزة في قرية دوما 25 كم شمال شرق مدينة السويداء ,اللافت فيه أنه أشبه ما يكون بمتحف جميل احتوى إلى جانب اللوحات الفنية المنتشرة على جدرانه و زواياه أعداداً كبيرة من الأدوات التراثية القديمة التي تحمل مضموناً تاريخياً حضارياً.
كرس الفنان معظم ما يجنيه من عمله الحر لاقتنائها من أدوات نحاسية قديمة استخدمها الإنسان منذ أكثر من مئتي عام و أدوات كان يستخدمها الأجداد في الحراثة و الزراعة و مصابيح ( فوانيس ) و بنادق حربية منذ أيام الثورة العربية الكبرى و الثورة السورية الكبرى , صناديق خشبية مرصعة بالصدف و أدوات لطهي الطعام و طحن القهوة المرة و صناعتها ( المهباج و الدلال ) و أزياء شعبية تعبر بمجملها عن التمسك بالتقاليد العربية الأصيلة واحياء لبعض العادات التي بدأت تأخذ طريقها إلى الزوال ...
أعمال الفنان سيمفونية لونية متناغمة تعبر عن ذاته و بساطته و تشكل جسر التواصل بين الماضي و الحاضر و أداة حقيقية لإحياء التراث العربي الأصيل و مواجهة ما تحمله لنا رياح العولمة من أفكار دخيلة ، حب الوطن والوطنية الصادقة حاضرة دائما عند الفنان حمزة حيث انجز الفنان غازي حمزة المرحلة الأولى من عمله الفني «سلم المجد» ضمن منزله الكائن في قرية دوما بمحافظة السويداء وذلك تأكيدا على وحدة سورية أرضا وشعبا ودلالة على أمجاد وبطولات الأجداد على امتداد الوطن ويقول حمزة إن هذا العمل هو عبارة عن سلم مكون من 14 درجة بعدد المحافظات السورية ارتفاعه سبعة أمتار ووزنه يتجاوز الـ5 أطنان وعلى جانبيه شمس تمت صناعتها من مادة الحديد في رمزية إلى سورية.
ويوضح حمزة أنه سيقوم في المرحلة الثانية من المشروع والتي سيبدؤها قريبا بتزيين السلم بالعلم العربي السوري بمادة البحص الملون مع كتابة أسماء المحافظات ببحص أحمر اللون على خلفية بيضاء للدلالة على السلام والمحبة مع وضع خارطة لسورية فوق السلم متوقعا الانتهاء من العمل بشكل كامل خلال فترة اقل من عام.
ويلفت الفنان حمزة إلى أن هذا العمل يأتي ضمن مشروع متكامل يتكون قسمه الأول من بناء لمتحف على مساحة 400 متر تم إنجازه على الهيكل مع تصميمه من الداخل على شكل أبواب كنائس ومساجد متلاصقة للتأكيد على التآخي بين كافة أطياف الشعب السوري ونبذ التفرقة والطائفية..
ويبين حمزة أنه جمع تكلفة مشروعه من خلال عمله وأنه سيواصل تمويله رغم ضعف إمكانياته المادية مشيرا إلى مواصلته العمل في رسم لوحات لشهداء المحافظة تخليدا لذكراهم ودورهم الكبير في الدفاع عن كرامة الوطن وعزته بعد أن أنجز50 لوحة مرسومة بالألوان الزيتية وسيتابع إنجاز باقي اللوحات للشهداء ليبرزها داخل متحفه.
والفنان غازي حمزة من مواليد 1955 يعمل حاليا في أعمال البناء وظهرت موهبته الفنية منذ صغره رغم عدم تعلمه في المدارس نتيجة الفقر الشديد الذي واكب حياته منذ بدايتها والتي حاول التعويض عنها بإنجاز هذه الأعمال الفنية دون مساعدة أحد.