وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اقر في تصريح له الشهر الماضي بأن غزو العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة ساهم في ظهور تنظيم داعش الإرهابي مشيرا بعد مضي نحو 12 عاما على الغزو إلى أخطاء في التخطيط للحرب على العراق.
واقر فلين قائد العمليات الاميركية الاستخبارية خلال غزو العراق في حديث لمجلة دير شبيغل الالمانية أمس بان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها عام 2003 كان خطأ فادحا سيجلب عقابا قاسيا موضحا ان الوصف نفسه ينطبق على القضاء على الحكومة القائمة في ليبيا عام 2011 التي باتت اليوم دولة فاشلة وفقا لفلين.
وأضاف فلين ان الدرس التاريخي الكبير يتلخص بأن غزو العراق استراتيجيا كان قرارا سيئا بشكل لا يصدق.. لن يكون التاريخ متساهلا ازاءنا.
وكان الفريق مايكل فلين خدم منذ عام 2004 حتى 2007 في أفغانستان والعراق حيث ترأس المخابرات بالاشتراك مع قيادة العمليات الاميركية الخاصة.
واشار فلين إلى ان الولايات المتحدة كانت دائما تسعى إلى القضاء على الرأس معولة على أن خلفه سيكون أضعف الا أن ذلك لم يكن صحيحا مؤكدا أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما أخلت سبيل متزعم تنظيم داعش الإرهابي ابو بكر البغدادي عام 2004 وقال: كنا أغبياء جدا اذ لم نفهم حينها مع من نتعامل.
كما انتقد مدير المخابرات العسكرية الاميركية السابق عدم رغبة الولايات المتحدة بالتعاون في حل الازمة في سورية داعيا إلى ضرورة التعاون مع روسيا في محاربة تنظيم داعش الإرهابي وقال: روسيا قررت التصرف في سورية عسكريا وهذا غير الوضع جذريا ولم نعد نستطيع الحديث عن أن روسيا سيئة ويجب أن تذهب.. هذا لن يحصل.. فلنكن واقعيين.
ولفت فلين إلى أنه من غير الممكن القضاء على تنظيم داعش من خلال الضربات الجوية فقط معتبرا ان الامر يتطلب شن عملية برية فضلا عن التعاون البناء مع روسيا.
واشار الفريق الاميركي إلى أن هناك في كل دولة أوروبية خلية تابعة لداعش.. ومن المحتمل أن يكون الشيء نفسه في الولايات المتحدة.. مازلنا لا نستطيع العثور عليها.
ومسؤولان أميركيان يعربان عن قلقهما من مخاطر عودة الإرهابيين الأميركيين إلى بلادهم
الى ذلك أعرب رئيس لجنة الامن القومي في مجلس النواب الاميركي مايكل ماكول عن قلقه من مخاطر عودة الإرهابيين الاميركيين إلى بلادهم ممن انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ولا سيما ان نحو 50 إرهابيا منهم عادوا إلى الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماكول قوله أمس ان اكثر من 70 من مؤيدي تنظيم داعش الإرهابي اعتقلوا في الولايات المتحدة العام الماضي كما تجري تحقيقات في جميع انحاء الولايات الاميركية بهذا الخصوص محذرا من ان هذا السيناريو هو الذي ادى إلى اعتداءات باريس في 13 الشهر الجاري والتي اسفرت عن مقتل 130 شخصا.
واضاف ماكول ان مسؤولي استخبارات اميركيين يشعرون بالقلق البالغ من احتمال وضع قنبلة في طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة مؤكدا صعوبة وقف هذا النوع من التهديدات مهما بلغ تطور تكنولوجيا التفتيش.
وكانت العديد من الدول الغربية دقت مؤخرا ناقوس الخطر من مخاوف ارتداد الإرهاب عليها بعد عودة الإرهابيين الذين ساهمت بعض هذه الدول في تصديرهم او دعمهم فعادوا إلى بلدانهم مشبعين بالفكر المتطرف ونفذوا هجمات إرهابية خلفت مئات القتلى والجرحى.
من جهته اكد ريتشارد بور رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان الخطر لا يزال كبيرا على الرغم من انه لا يوجد حاليا اي تهديد ملموس ومحدد لوقوع هجوم ضد الولايات المتحدة واصفا الحديث عن احتواء تنظيم داعش الإرهابي بالسخيف.
وقال بور: في الحقيقة ان احتواء تنظيم داعش قد يكون ممكنا جغرافيا في سورية والعراق ولكن جهوده على مستوى العالم لنشر الإرهاب وارتكاب الاعمال الإرهابية لم تضعف.