تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اتفاق سوتشي يقترب من لحظة الحقيقة..فماذا يخفي أردوغان..؟!

الثورة
دراسات
الأربعاء 3-10-2018
منير الموسى

لا شك أن الدول الراعية للفصائل الإرهابية في سورية تريد الإبقاء على هذه الفصائل في مناطق وجودها، مادامت تستبعد عملية عسكرية سورية في إدلب للقضاء عليها،

وإن تحدثت مصادر تركية عن حلٍّ لجبهة النصرة فذاك ذر للرماد في العيون لأن الذين تدعي إخراجهم إلى أراضيها هم مجرد جرحى من تلك الجماعات، وحتى الأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم والتي يجب أن تخليها وتسلمها بموجب اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا ستكون مجرد خردة ومعطوبة، فتركيا هي التي صنعت تشكيل ما يسمى«الجبهة الوطنية للتحرير» بنية التمترس التركي في إدلب لا الخروج منها وهي مؤلفة من عناصر جماعات إرهابية على رأسها ما تسمى «هيئة تحرير الشام» أو النصرة، وكل ما هنالك أن نظام أردوغان لن يكون في سباق مع الزمن لتنفيذ الاتفاق، والمماطلة ستكون عنوانه إلى ما بعد 15 الشهر الجاري، فمنذ الآن تعمل المخابرات التركية على تلميع صورة الإرهابيين وتبرئتهم من تنظيم القاعدة علماً أن الصبر الروسي - السوري سينتهي عند هذا التاريخ وإذا لم تنفذ الفصائل الإرهابية هذا الاتفاق فلذلك شأن آخر.‏

من المحتمل أن تماطل أنقرة في حل جبهة النصرة وأن تتذرع بأن العملية تحتاج إلى أشهر وذلك لإبعاد أي عملية عسكرية تستهدف الإرهابيين، علماً أن مناطق في غرب حلب مثل الراشدين وحيان وحريتان يجب تسليمها للدولة السورية خلال الأيام القليلة القادمة، وفي الوقت الذي تنتظر فيه سورية تنفيذ الالتزامات في هذا الاتفاق من الجانب التركي مع أولوية تحرير إدلب بشكل كامل، أطلق الإرهابيون قبل أيام قذائف الهاون والصواريخ المصنعة محليا على حلب، ومعظمهم تابعون لجبهة النصرة وخاصة الفصيل الإرهابي الأوزبكي الذي رفض اتفاق سوتشي.‏

تعمل أنقرة الآن على تغيير ثوب جبهة النصرة الإرهابية التي يغطيها ما يسمى الائتلاف السوري المدعوم من قبلها، وذلك لضم قادتها إلى ذلك الائتلاف العميل، علماً أن جبهة النصرة باعترافها تضم عرباً وأجانب، وهي تشترط ضمان أمنهم وحمايتهم بمساعدة الدول التي أرسلتهم وجندتهم للقتال في سورية، فعن أي معارضة تتحدث تركيا وهل يمكن اعتبار الإرهابي القادم من دول الخليج أو أوروبا معارضة سورية؟!‏

والتصرف الصحيح هو أن يعود هؤلاء الإرهابيون من حيث أتوا، المفارقة أن أوروبا راحت تتغنى بأنها جاهزة لنزع سلاح الإرهابيين ولكنها ماتزال تطلق عليهم تسمية «مسلحين»، أليس هؤلاء صنيعة الاستخبارات والحكومات الأوروبية التي أمدتهم بآلاف الأطنان من السلاح عبر شركات بريطانية وفروعها الأميركية مثل شركة «تشيمرينغ ميلتري بروداكتس»؟‏

لكن دول أوروبا أصبحت اليوم أمام تحدّ كبير في حال عاد الإرهابيون التابعون لها إلى بلدانهم الأصلية، ولذلك سيكون من الصعب على حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا القبول بهم، ما يدفع للاعتقاد بأن يتم تحويلهم إلى منطقة الساحل والصحراء الإفريقيين، وربما تكون ليبيا التي تشهد حربا مستعرة وجهتهم الرئيسية.‏

أما تركيا في حال نفذت الاتفاق فمن المحتمل أن تقوم بإبعاد الإرهابيين غير الموالين لها فقط، لأنها تريد تفاهمات تخدم مصالحها الذاتية فقط تحت بذريعة حرصها على علاقتها بأوروبا، وكل من روسيا وإيران، ولكن تجارب السنوات الماضية ترجح بأن تركيا ستحافظ على عملائها في إدلب تحت عنوان « العناصر السورية» وبما يخدم أجنداتها البعيدة المدى، وهم من الأشد تطرفاً، في مقابل لعبها على وتر أنها تحاول «إقناع» العناصر الأجنبية وعددها 15 ألفاً بالخروج من إدلب.‏

تركيا الآن تلعب على أكثر من حبل ففيما ينتظر منها تنفيذ اتفاق سوتشي، تجري تدريبات عسكرية مع وحدات أميركية للقيام بدوريات مشتركة في منبج بحسب وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، وهي تدريبات على سيناريوهات قادمة، ومن العبث القول ان مخططات تركيا وأميركا المشتركة ضد سورية ـ رغم الخلافات بينهما ـ قد انتهت، وقد قال ماتيس إن بلاده تريد تدريب قوات عسكرية محلية تدافع عن المدنيين ضد «داعش» في سورية لتشريع البقاء الأميركي بالتزامن مع اللعب التركي، فأنقرة لا تريد للدولة السورية السيطرة على إدلب لأنها ترى في ذلك خسارة لنفوذها السياسي في المنطقة ولطالما اعتبر مسؤولوها أن اتفاق سوتشي لمصلحتهم، ولكن مهما كانت مخططاتهم فإن سورية ستكتب الفصل الأخير في مكافحة الإرهاب، مهما كانت نتائج اتفاق سوتشي، بالتزامن مع مضيها في الحل السياسي الذي يقوم على احترام استقلالها وسيادتها ووحدة شعبها وأراضيها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية