الذي يحتضنه مسرح الحمراء لتكون هذه التجربة مقاربة للواقع عبر ترميز أخذ عدة مستويات في ملامسة فضائح البطانة الفاسدة وما تجره من ويلات على البلاد والعباد.
القراءة التي قدمها قدسية لنص الكاتب المصري الراحل ركزت على توليف متقن بين الضؤ والموسيقا والاداء الجماعي للممثلين معولا على انسجام هذه العناصر في ادارة صراع حار ومتفاقم عبر مكاشفات تديرها شخصيات العرض الاساسية مدير السجن و نائبه والمحتسب و نائب الزعيم وذلك ضمن قصة العرض.
وحملت قصة المسرحية طابعا توليديا دراميا تبدأ من اعتقال الحرس لشاب يدعي حسن عبد الله فرج الله من أجل الزج به وتقديمه ككبش فداء لارضاء شخصية الزعيم ودرءا لبطشه والخوف من اقالة مدير السجن لتتدخل هند خطيبة الشاب لانقاذ حبيبها من أحابيل مدير السجن وأعوانه موقعة بغرمائها واحدا تلو الاخر عبر التغرير بهم.
القصة تختتم أحداثها المتلاحقة بحبس هؤلاء في صناديق خشبية صنعتها الصبية الحسناء بالتعاون مع نجار شاب كان أيضا يأمل الظفر بها ليكون ضحية هو الاخر لشهوته وجموحه وليقع هؤلاء أخيرا في شر أعمالهم ويفتضح أمرهم أمام الزعيم الذي سوف يعزلهم من مناصبهم عدا نائب مدير السجن كدلالة على أبدية الشر والفساد ولتعود الكرة من جديد مع دائرة متجددة من الظلم والاستعباد.
مفارقات عدة استثمرها مخرج العرض في بناء مشهديات متجاورة بين التمثيل والرقص بالتعاون مع فرقة يائيل للمسرح الراقص واضاءة الفنان نصر الله سفر معتمدا على قفشات وبراعة كل من الممثلين محمود خليلي وعلي كريم وجمال العلي ومصطفى المصطفى وزهير بقاعي ورائد مشرف وقصي قدسية ونورس أبو على جنبا إلى جنب مع حضور لافت للممثلة صفاء رقماني وقدرتها كممثلة على اللعب والتماهي مع الدور المسند اليها.
يذكر أن مسرحية حفلة على الخازوق من انتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي والمخرج المساعد منصور نصر وتصميم الديكور والملابس محمود خليلي والاعداد الموسيقي قصي قدسية والماكياج منور عقاد والاكسسوار والتنفيذ الفني للديكور ابراهيم مؤمنة وتنفيذ الاضاءة عماد حنوش وتنفيذ الصوت اياد عبد المجيد.