تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا شرعية لوجودكم..

نافذة على حدث
الأربعاء 3-10-2018
ريم صالح

عندما يقول رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إن هدفه المقبل تطهير مدينة منبج وشرق الفرات من التنظيمات الإرهابية، فإن حاله هنا هو أشبه ما يكون باللص حينما يناظر بالأمانة والقيم، ويتفلسف بدروس النزاهة والمثل الأخلاقية.

أردوغان يبدو أنه نسي نفسه، وأطلق العنان لمخيلته المريضة التي صورت له فقط دون سواه أنه يحارب الإرهابيين، بينما واقع الحال الذي تؤكده معطيات الميدان وتوثقه التقارير الإخبارية والاستخباراتية، يثبت أن سليل العثمانيين هو راعي الإرهابيين في سورية، وعرابهم على اختلاف راياتهم وولاءاتهم، بل والمشرف على عملياتهم الإجرامية ومجازرهم الكيماوية.‏

أردوغان يناقض نفسه بنفسه، فعندما يتحدث عن هدفه المقبل، فهذا يعني أنه يسير ضمن سلسلة متواصلة من الأهداف، وكلنا على دراية تامة بأن أهدافه هذه كانت ولا تزال ومنذ اللحظة الأولى ذات مرامٍ عدوانية توسعية ونهبوية، فمن فتح الحدود أمام الإرهابيين ليدخلوا إلى سورية، ومن جعل أراضي بلاده مرتعاً للتكفيريين وقتلة السوريين، ومن عالج إرهابيي الدواعش والنصرة في مشافيه، ومن سرق معامل حلب، وأقام قواعد عسكرية لتكون محميات لمرتزقته الإرهابية، ومن زود الإرهابيين بالكيماوي والأسلحة الفتاكة، بل ومن يعمل ليل نهار على شرعنة وجود أولئك الإرهابيين، وإنقاذهم كلما حشرتهم ضربات الجيش العربي السوري في خانة الإفلاس والهزيمة؟؟؟، إنه أردوغان دون منازع، وإن كان ما خفي أعظم من ذلك بكثير.‏

المضحك هنا أن أردوغان لم يكتفِ بما سرده عن محاربته الدونكيشوتية لطواحين إرهابييه الملتحين، وإنما وضع الملامة كلها على الأمريكي عندما قال أنه لا يزال يدعم التنظيمات الإرهابية، وكأنه أي أردوغان بريء من هذا الدعم، مع أنه والأمريكي غارقون حتى النخاع في التآمر على سورية أرضاً وجيشاً وشعباً.‏

الوجود التركي والأمريكي والفرنسي غير شرعي في سورية، صحيح أننا لم نأت بجديد، ولكنها رسالة موجهة إلى من بهم صمم، بأنه لا أهلاً بكم، ولا سهلاً، ومهما كانت فترة احتلالكم، وعثتم عدواناً وإرهاباً، إلا أنكم ستخرجون، وتُطردون بهمة حماة الديار، الذين عاهدوا الوطن فانتصروا، ووعدوا بتطهير كل ذرة تراب فصدقوا الوعد، والعبرة في الخواتيم، ومن إدلب سيستكمل إنجاز النصر الكامل على الإرهاب وداعميه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية