كانت كمية البذور المنثورة قبل أيام كبيرة، ولكنها لأنواع مختلفة, نباتات شوكية، خضروات،
حشائش.. لم تتساءل عن سبب استكانة بذور الشوكيات, فهاهي بلا حراك، حتى الريح لا تتمكن من اقتلاعها.. غريب لماذا تتمسك بها التربة مع أنها عقيمة..؟
انصرفت عنها، لم تعد تفكر بسقايتها انصب اهتمامها وكل همها على تلك التي شعرت انها تحتفي يومياً بشروق الشمس، كأن لديها سببا لتوجد..
ولكن على غفلة منها، سارعت تلك الشجيرات إلى مد يد المساعدة، وبدا أنها اقتربت أكثر مما يجب، بلاحذر، بلا درع واق..
مضى بعض الوقت نسيت خلاله نباتاتها، كانت تعتمد على مياه الأمطار التي هطلت مؤخراً بوفرة..
اليوم صباحاً.. حملت فنجان قهوتها، واقتربت من أشجارها الصغيرة تريد التباهي بها، ولكنها فوجئت أن النتيجة أصبحت عكسية، هاهي الاشواك تسد منافذ الخضروات، تتعربش عليها، وتسد في وجهها منافذ الهروب منها..!
كأن نباتاتها الشوكية، أدمت اليد التي امتدت إليها، مع أنها انسحبت إليها، حتى تجعلها تنهض بسرعة، كيف تطاولت تلك البذور المرمدة، ربما الشجيرات الصغيرة اعتقدت أنها لن تنمو أبدا وعليها أن تساعدها..!
بينما تقترب منها، أوحت لها أن محيطها آمن.. وأن لاشيء يمكنه أن يهددها.. بعد أن تمنت أي يد تمتد قربها تدمى..
وأي ماء يسكب بالقرب منها.. تختزنه لها وحدها.. لم يمض وقت طويل.. حتى ذبل كل ماحولها.. وأصبحت سيدة المكان..!
soadzz@yahoo.com