يتناول الفيلم حكاية أسرة تعاني أزمة فقدان أحد أبنائها وانعكاسات ذلك بين الحقيقة والوهم, حيث تعيش الأم حالة مرضية تؤدي بها إلى صراع داخلي بين ألمها من الفقد والحفاظ على العائلة.
حالة فقد الأبناء عانى منها كثيرون وسط الحرب العدوانية , ولكن اتجهت المخرجة في فيلمها إلى تناول فكرة الفقدان بصورة عامة دون تخصيص, ليبقى عملها بعيداً عن الربط مع الحروب, مشيرة إلى أن الهدف هو الإنسان دونما الوقوع بتأثير الحرب حتى من خلال الحوار القليل الموجود بالفيلم. وحول تفاديها الوقوع في فخ المباشرة, تقول مخرجة الفيلم ناهد مطر: «الرابط المشترك بين أفلامي الثلاثة (قيد, منذ ذاك اليوم, هارموني مفقود) الابتعاد عن المباشرة في طرح موضوع الفيلم وفي تناول الشخصيات ومتابعة الأحداث التي تدور حولها, وبالنسبة إلي فإنني من الأشخاص الذين يفضلون الغموض حتى في حياتهم الشخصية, وحدث ذلك من بداية تكوين الفكرة حتى السيناريو وصولاً الى مرحلة الإخراج, والرموز المستخدمة في الأفلام الثلاثة من العوامل الرئيسية أيضاً». مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الرمزية والدلالة أدوات تساعد المخرج الذي يعتمد على الصورة والفكرة غير المباشرة في صناعة السينما وتأخذ حيزاً كبيراً من الفيلم, من خلال الألوان المستخدمة ضمن الكادر والتفاصيل (كركتر الشخصيات واللوحات وغيرها..).
وعن التجربة في مشروع دعم سينما الشباب, تقول: هو فرصة لكل الشباب الشغوفين بصناعة فيلم, ولكن هناك سلبيات تُخرج ذلك الشغف بشكل تدريجي ليصبح لدينا رغبة في الحصول على الفيلم بأفضل صورة ممكن ضمن الانتاج البسيط, وعلى الرغم من ذلك فهو فرصة هامة ينبغي استغلالها حتى النهاية, والمخرج الذكي هو من يصنع فيلماً بإمكانيات بسيطة, وأتمنى في المرات القادمة إن حصلت على هذه الفرصة أن أصنع فيلماً أخرج منه راضية عن كل التفاصيل.
وعن دور (دبلوم العلوم السينمائية وفنونها) في مدها بالمعرفة الكافية لإدارة دفة كاميرا فيلم قصير، تجيب: الذي ساعدني أكثر في البداية أنني خريجة الأكاديمية الدولية السورية في الإخراج السينمائي والوثائقي, وكانت بعض مواد دبلوم العلوم السينمائية وفنونها مكملة لما كان ينقص, ولكن عانينا في دورة الدبلوم من نقص المعدات وقلة حصص الإخراج وبالتحديد في النصف الثاني منها, ربما تكون السنوات القادمة أفضل.
تنتهي بالحديث عن جديدها القادم, وهو سيناريو فيلم تقوم بكتابته, تقول عنه: « السيناريو الجديد يتحدث عن الشباب بشكل مطلق والحالة العامة التي وصلنا اليها، ليس للحرب وجود بصورة مباشرة لكن سنحاول تسليط الضوء أكثر على الفوضى والتعامل معها «, وعن جديدها على صعيد المسرح تقول: أخذنا الموافقة الأولية لمسرحية (رمشة عين) ولكن بسبب الانشغال بفيلم (هارموني مفقود) تم التأجيل.