غضب الأطفال كيف نتفاداه؟
مجتمع الثلاثاء 4-6-2013 ميسون نيال يتعرض الأطفال في مراحل نموهم إلى بعض المشاكل التي تؤثر على سلوكهم الأمر الذي يحتاج إلى أسلوب خاص في معاملتهم و من تلك المشكلات التي يتعرض لها الأطفال هي حالات الغضب الشديد
والتي تظهر من خلال تعبير انفعالي يظهره الطفل تجاه عجزه للحصول على ما يريد وتختلف تعبيرات الغضب من طفل لآخر وعلى الأم أن تتحلى بالمرونة والصبر إزاء غضب طفلها فربما يكون هذا الغضب ناتجا عن الضجر أو عن أسباب أخرى فيتصرف هؤلاء الأطفال تصرفات لا تليق بأبويهما و طبعا هذه التصرفات غير صحيحة و تكون نوبات الغضب في السنوات الأولى من أعمارهم بشكل عشوائي فالطفل يصرخ ويلقي بنفسه على الأرض ويرفض الأكل ويمكن أن تنتهي هذه النوبات بسرعة لأن الطفل في هذه المرحلة يكون متبدل المزاج و حتى تنجح محاولتنا في مواجهة غضبهم ينبغي أن نعرف كيفية التعامل مع كل مرحلة من مراحل عمرهم ولكن غالبا ما تكون صيحات الأطفال بدافع رغبة الطفل في الحصول على عناية أمه الزائدة ولفت انتباهها لذلك ينبغي أن تتجاهل الأم تلك الأفعال بل وتمضي لإتمام أعمالها ولكن على أن يبقى الطفل تحت رعايتها لكي لا يقوم بإيذاء نفسه و من المهم جداً أن تبقى الأم ملتزمة الهدوء وألا تلجأ هي أيضاً إلى الصراخ أو الضرب لأن هذا يزيد من ثورته واحتجاجه ولكن بفضل بقائها متوازنة يفهم الطفل بأن الأم هي المسيطرة على الموقف مهما كانت درجة غضبه أو انفعاله وينصح العلماء لمعالجة مثل تلك الحالات أن يؤخذ الطفل إلى غرفته ولكن دون أن يغلق الباب عليه حتى لا يشعر بالاضطهاد ويترك بالغرفة إلى أن يهدأ ويخرج من تلقاء نفسه و عندئذ لا بأس من احتضانه وتهدئته كي يعرف أنه كان يتصرف تصرفاً خاطئا لأن جرعة الحب و الحنان بعد تلك المواقف مفيدة وتعيد للطفل إحساسه بالأمان و الاستقرار النفسي و لابد من تذكر أن الغضب هو ميل طبيعي في الإنسان إلا أنه من واجب الأهل مساعدة أطفالهم و تدريبهم على ضبط أعصابهم والتحكم في أنفسهم أثناء التعبير عن غضبهم ويمكن أن يكون الغضب ناتجا عن الشعور بالعجز و الضعف أو الحرمان مما يحبون أو التدليل الزائد وتعويدهم على أنهم مركز العالم ومحوره الأساسي وكذالك فإن الأب الغاضب و الأم المضطهدة يولدان الغضب لدى أطفالهم هذا بالإضافة إلى السمات الشخصية التي تساهم في التهيئة للغضب والاندفاع إليه فإن للاضطرابات الشخصية أثرا كبيرافي إذكاء الغضب وتصعيده كالشخصية النرجسية و الوسواسة لذا من المهم جداً التعرف على أسباب الغضب سواء كانت متعلقة بالسمات الشخصية أو بالضغوط التي قد يتعرض لها الأولاد أو سلوك الأطراف الأخرى معهم.
المهم أن يلجأ الأبوان إلى تفادي الأسباب التي تغضب أبناءهم إلى درجة فقدان الوعي لكيلا يتحول الغضب لديهم إلى عادة يمكن أن تحرج الأبوين عندما يغضب طفلاهما لأسباب واهية و خاصة أمام الآخرين و لا ضير من استشارة اختصاصي في حال تفاقم بعض الحالات .
|