وينشغل السوريون في مختلف المحافظات بأمرين مهمين وهما تهيئة حلويات عيد الفطر وشراء الملابس للصغار، ويذكر الباحثون ان ولع السوريين بالحلويات، وخاصة في الأعياد جعلهم من أكثر مستهلكي الحلويات في العالم، ليصبحوا في المقابل أحد أهم مصنعي ومصدري الحلويات الشرقية في العالم.
ففي ليلة وقفة العيد، تتحول البيوت السورية إلى خلايا نحل، لإعداد أصناف عديدة من الحلويات، وكأن ربات البيوت على أبواب مسابقة لتقديم الأطيب مذاقا والأجود صنعة، فالعيد مناسبة تستحق أن تتبارى النساء في إظهار مهاراتهن، وأسباب تميز كل واحدة التي تظهر في كرم الضيافة وأناقة الاستقبال.
وعلى الرغم من التخلي عن تحضير كثير من الحلويات الشامية في المنازل، مثل التويتات والكرابيج والسنبوسك، والاعتماد على شرائها جاهزة من السوق، لم تتخل سيدة البيت السورية عن تحضير المعمول والغريبة والكعك وأقراص العجين في البيت، وخصوصا في العيد، فلا عيد بلا حلويات تصنع في البيت وتفوح رائحتها في الأرجاء حاملة بشائر الفرح للأولاد، ولا عيد بلا تبادل الرأي مع الجارات والقريبات حول من هي الأكثر شطارة ومهارة في ممارسة طقوس حميمة تقاوم الاندثار من جيل إلى جيل.
وتقاليد السوريين في أيام عيد الفطر تكاد تكون عامة، إذ تبدأ مع صلاة العيد في أول أيام الفطر، يعقبها مباشرة البدء في زيارة الأهل والأقارب، وهي زيارات تتخذ طابع التسلسل طبقا لدرجة القرابة، إذ الآباء والأمهات في المقدمة، ثم الإخوان والأخوات والأبناء والبنات، وتمتد القائمة الى الأقربين من الأصدقاء والجيران، وغالبا ما يتم توزيع تلك الزيارات على أيام العيد الثلاثة.
كما هو رمضان بأيامه الثلاثين ضيفا طارئاً، فإن عيد الفطر بأيامه الثلاثة مثله، ضيفٌ سريعُ الرحيل.