وهذا ما عشناه حقاً عبر الندوة الإعلامية التي أقامتها رابطة المنطقة الأولى بإشراف فرع طرطوس لاتحاد شبيبة الثورة يومي24و25 حزيران الماضي في مقر قيادة الرابطة وشارك بها 28 شاباً وشابة نهلوا خلالها المفردات الأساسية للعمل الإعلامي على يد كوادر فرع طرطوس ورابطة المنطقة الأولى وكان التفاعل إيجابياً وكبيراً بين المحاضرين والدارسين وشارك الزميل غانم محمد بفعاليات اليوم الثاني بمحاضرة بعنوان « الإعلام.. رسالة ووظيفة» تخللها وأعقبها حوار استمر لأكثر من ساعتين..
أمين رابطة المنطقة الأولى إيهاب سلمان وصف الدورة بالناجحة والملبية وأن المشاركين بها لديهم رغبة كبيرة بالتعلّم والاستفادة من الخبرات التي أغنت الدورة، وأن المشاركة بهذه الدورة مختلفة عن السابق حيث تمّ التركيز هذه المرة على النوعية وليس على الكمّ وحضرها فقط من امتلك الرغبة الحقيقية بالتعلّم والإمساك بالمفردات الإعلامية الحقيقية أما علاء علي رئيس اللجنة الإعلامية فرأى أن الهدف من هذه الدورة هو إغناء معارف الشباب وقد حققت الدورة أهدافها، منوهاً بالدور الكبير لجريدة الثورة بتنمية الوعي الوطني والإعلامي لدى الشباب من خلال إصدارها لملحق شباب أو من خلال تخصيصها لصفحة تعنى بشؤون الشباب أو من خلال مشاركة كوادرها وتغطيتهم لجميع الفعاليات الشبابية على أمل أن يستمر هذا التعاون لما فيه خير شبابنا ومستقبلهم..
عندما كنا في سن الشباب كنا نتضايق من مثل هذه الدورات ونملّ محاضراتها لكن وكما نقول ونكرر فإن أشياء كثيرة تغيرت في تفكير قسم كبير من شبابنا نحو الأفضل، ووضع هؤلاء الشباب أنفسهم تحت طائلة المسؤولية الأخلاقية تجاه جيلهم وتجاه وطنهم واعتبر كل فرد منهم تقريباً أن هذه الأمانة في عنقه وأن عليه أن ينهض بها ولو بمفرده ومن هنا كان هذا الدور المتميز لشبابنا في كل لقاءاتهم ومبادراتهم وأفعالهم خلال الأزمة الحالية... أكثر من ساعتين ونصف مع هؤلاء الشباب، لم نشعر بملل أحدهم، ولم يتثاءب ضجر أحدهم، طروحات جادة وأسئلة في سياقها الصحيح وبحث دؤوب عن الإضافات الإيجابية...
لا نستطيع أن نذكر كل شخص باسمه مع أنهم يستحقون ذلك لكن يمكن أن نرتّب أفكارهم بإيجاز وحسب أكثرها حضوراً في مفرداتهم، ومن هذا المنظور فإن الوطن بشعبه وجيشه وسيادته وكرامته يحتل الرقم واحد اعندهم والعنوان الذي تتفرع منه بقية المواضيع وعلى هذا الأساس اتفقنا على أن إعلامنا هو جزء من المعركة الدائرة على الأرض السورية وهو منحاز بالمطلق لمصلحة سورية ولو وصفه الآخرون بما يحلو لهم من النعوت، وإن ما يردده البعض عن تقصير إعلامنا ناتج عن عدم إدراك لخصوصية الإعلام الوطني الذي ينأى بنفسه عن التهويل والإثارة ويضع كل مفرداته في خدمة القضية السورية، والمسألة الثانية التي حظيت بقسم كبير من النقاش هي الأدوات الإعلامية المسخّرة لتغطية الإرهاب في سورية وكيف تراجع حضورها لدى السوريين بعد أن سقطت عنها ورقة التوت وتعرّت أمام الوعي السوري واتفقنا أيضاً على أن هذه الأدوات تنبح لصالح من يدفع لها أكثر، أما النقطة الثالثة التي كرسها حوارنا الشبابي المثمر فهي أن تلاقي السوريين عند القناعات الوطنية المتفق عليها سببه وضوح العلاقة بين مكونات المجتمع السوري قيادة وجيشاً وشعباً وعدم السماح بخرق هذا النسيج المتماسك وهو ما أفشل وسيفشل كل ما يخطط لإلغاء سورية.