وللنقد البناء البعيد كل البعد عن الأمور الشخصية، والهادف لبناء اللعبة بناءً صحيحاً لرفع مستواها من أجل الحصول على مراكز مرموقة في الاستحقاقات الخارجية.
لكن اللافت للانتباه في معظم المؤتمرات التي عقدت حتى الآن اتفاقها على مجمل مطالب تمحورت حول توفير التجهيزات وحق السفر مع البعثات والمشاركة في الدورات التحكيمية والتدريبية والاهتمام بالفئات العمرية واستقدام مدرب أجنبي إضافة لمطالب أخرى تتعلق بنظام اللعب.
ما يعني خلوها من النقد البناء الخاص بتطوير اللعبة بحد ذاتها، وهذه الحالة لها تفسيران لا ثالث لهما، فأما ألعابنا أصبحت بأحسن حالاتها ولا ينقصها شيء، وأما المؤتمرون استسلموا لحقيقة الأمر الواقع ويئسوا من احتمال التغيير بعد أن تحدثوا في السابق ولم يجنوا سوى العقوبة والإقصاء من اللعبة تحت اتهامات شتى والأدلة كثيرة، لذا شعارهم: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب».
التفسير الأول تدحضه نتائجنا المتدنية إذ حصدنا الإخفاق في معظم المشاركات بغض النظر عن عدد ومستوى الدول المشاركة لذا ليس أمامنا سوى التفسير الثاني وهذا أمر خطير له تداعياته .
بعض المؤتمرات عقدت من باب القيام بالواجب وبعضها كان في واد والمؤتمرون في واد آخر وبعضها هدفه تأكيد الدعم والمساندة، والقليل منها كان على قدر المسؤولية وطرح جميع الأوراق وناقش قضاياه وهمومه بجدية، وهذه هي الحالة الصحية المثمرة التي يجب أن تكون قدوة لجميع المؤتمرات القادمة.