تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علماء بارزون .. غشاشون علمياً

استراحة
الجمعة 26-12-2008م
اعداد: ياسر حمزة

تحتل حوادث الغش في ميدان العلوم أهمية في وسائل الإعلام العالمية، فلا يزال العالم يذكر الباحث الجيولوجي الكوري هوانج ووساك رائد علم الاستنساخ العلاجي، وبحثه غير المسبوق في الاستنساخ واعتراف احد زملائه بتزييفه لبيانات بشأن اكتشافه.

كما نذكر خبيرا أمريكيا في علم المناعة غش في أبحاثه على الفئران، وخبيرا يابانيا في المستحاثات الأثرية جمل أحافيره ليقنع العالم بقدمها، وفيزيائيا ألمانيا طوع منحنياته الرياضية لتكون شاهداً على تجاربه الفيزيائية.‏‏

وقد نشرت مجلة (فيتشر)العلمية تقريرا يتهم ثلث العلماء الأمريكيين بالغش في أبحاثهم، ونشر مارتينسون من مؤسسة هيلت بارتنرز للأبحاث في مينا بوليس نتائج مسح أجراه بين زملائه ذكر فيه أن السنوات الثلاث الماضية شهدت ممارسات شاذة من عدد لا يستهان به من العلماء الامريكيين بشكل خاص كالقفز فوق بعض النواحي الصغيرة لأنظمة إجراء الأبحاث على الناس وغض الطرف عن استعمال زملاء لهم معطيات مشوبة بالأخطاء.‏‏

ويرى باحثون أن المسألة الأكثر خطورة في دراسة مارتينسون، اعتراف عدد لا يستهان به من العلماء بتزويرهم المعطيات والانتحال وإغفال النواحي الرئيسية لأنظمة إجراء الدراسات على البشر والحيوانات، إلا أن 8% قالوا إنهم اغفلوا ما يعتبرونه ضرورة في مثل الأبحاث التي يجرونها في حين قال حوالي 13% إنهم غضوا الطرف عن استعمال علماء آخرين لمعطيات خاطئة أو تفسيرهم المشكوك فيه لهذه المعطيات. واعترف 16% بأنهم غيروا أساليب ونتائج بعض الدراسات نزولاً عند ضغوط مصادر التمويل.‏‏

وأمام هذا السلوك غير السوي من قبل علماء بارزين على مستوى المجتمع العلمي، قررت نخبة من الباحثين أخذ هذه المسألة على محمل الجد والتحرك بسرعة لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها لأنها، حسب قولهم، تخطت الخطوط الحمراء، واعتبروا أن النتائج المترتبة على تصرفات كهذه تصل إلى الشك في أخلاقيات العلم والاستخدام السيئ للأموال المرصودة للأبحاث، كما أنها تظهر شيئاً بسيطاً من جبل جليد هائل بدأ بذوبانه البسيط يظهر كثيراً من الحقائق المخيفة.‏‏

ويظهر الغش العلمي على ثلاثة مستويات رئيسية وهي اختلاف المعطيات، وتزويرها إذ يعمل الباحث على ترتيب نتائج أبحاثه بطريقة تجعلها مقبولة أثناء إجراء برهان عليها أمام الخبراء، وانتحالها أي بامتلاكها ونسبها إلى نفسه من دون ذكر أعمال غيره من الباحثين في مجاله، وتعرف هذه المستويات في دائرة الباحثين بأحرف FFP وتتبناها غالبية دول العالم تعريفاً رسمياً للغش العلمي.‏‏

وكانت نهاية الصيف الماضي شهدت الإعلان عن تورط الفيزيائي روزي تاليرخان من جامعة بورديو في ولاية انديانا الأمريكية بعمليات تزوير علمية بعد سنتين ونصف السنة من التحقيقات وكان الباحث شارك في مراقبة دراسة حول الاندماج النووي في الفقاعات الغازية، ولم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى شيء قريب أو بعيد من هذا الأمر، علماً أنه أعلن عن نجاحه في تحقيقه في المختبر بطريقة سهلة من خلال اصطدام النيوترونات بسائل، لتكوين فجوات داخله ولتتحول هذه فيما بعد إلى فقاعات غازية تحت تأثير الموجات فوق الصوتية.‏‏

ورأى الباحث أن تمدد هذه الفقاعات وانضغاطها بسرعة عالية يؤديان إلى تولد طاقة لا يستهان بها لإحداث الاندماج النووي.‏‏

والمثير في الأمر، أن الباحث حصل على تمويل كبير من وزارة الدفاع الأميركية ولكن يبدو أن العلماء لم يجمعوا على رأي بخصوص التجربة، وهو ما يعقد الأمر ويضع حاجزاً بين ما يعتبر خطأ أو غشاً.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية