تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصاعـد.. بيـــــن التاريخ والمستقبل

استراحة
الجمعة 26-12-2008م
أصبح المصعد عنصرا أساسيا في المباني المكونة من عدة طوابق، ولكنه قد يمثل شيئا غريبا لمن يراه للمرة الأولى.

ولعل أكثر ما يصور مدى غرابة المصعد طرفة تروى عن قروي دخل مبنى عاما فشاهد حجرة صغيرة، ثم شاهد امرأة عجوزا قبيحة الشكل تدخلها ثم أغلق الباب خلفها فزاد استغرابه وبعد دقائق فتح باب الحجرة وخرجت منه فتاة جميلة فغادر بأسرع وقت إلى قريته ليحضر زوجته العجوز.‏‏‏

وعندما يفاخر صبي أمام أصحابه بأن والده يستطيع بحركة إصبع أن يرفع العبيد ويخفض الأسياد، فلا شك أنه كان يعني أن والده كان عامل مصعد.‏‏‏

لا تتوافر إحصاءات عن عدد المصاعد، لكن مقالا في مجلة العلم والحياة الفرنسية في عدد أيلول 2008 قدم معلومات طريفة ويبدأ المقال بالتساؤل، ما وسيلة النقل الأكثر استخداما لدى الفرنسيين؟ وكانت الإجابة المصعد.‏‏‏

وقد يسأل سائل كيف تطورت فكرة المصعد ؟‏‏‏

يقال إن أرخميدس الذي عاش أثناء القرن الثالث قبل الميلاد اخترع رافعة يدوية لرفع الأثقال، باستخدام البكرة والحبل، لكن يبدو أن المصريين قد سبقوا أرخميدس في استعمال هذه التقنية أثناء بناء الأهرام.‏‏‏

إلا أن الأسلاف الحقيقية للمصعد الحالي هي الرافعات التي استخدمت في مناجم الفحم في أوروبا في بداية القرن التاسع عشر، وكانت تعتمد على محرك بخاري، لكن هذه المصاعد لم تتضمن أي وسائل أمان. فكان يكفي أن ينقطع الحبل حتى يهوي المصعد بحمولته من الفحم أو العمال.‏‏‏

ولم ندخل عصر المصاعد الآمنة إلا في عام 1853 على يدي الأمريكي اليشا غريفز أوتس، مؤسس شركة أوتس للمصاعد التي أصبحت أكبر شركة للمصاعد في العالم، لقد ابتكر أوتس نظام أمان دعاه مضاد السقوط وهي أسنان معدنية موضوعة على جانبي المصعد و تتشابك وتمسك بقوائم خشبية جانبية، إذا انقطعت الحبال فجأة، فتعمل عمل الكوابح وتقوم بعملها تلقائيا عندما تزيد سرعة المصعد على 15-25% من سرعته الاعتيادية.‏‏‏

ولم تكن ناطحات السحاب لتظهر في أمريكا لولا تطوير مصاعد آمنة، وقد زودت أول عمارة بمصعد ركاب أوتس عام 1857 في مدينة نيويورك في مبنى يتكون من 5 طوابق، كانت حمولة هذا المصعد 450 كغ. وسرعته القصوى 2ر0 متر/ثانية.‏‏‏

أما أول مصعد كهربائي فقد صنعته الشركة الألمانية سيمنز، وزود به المعرض الصناعي في مدينة منهايم عام 1880 وكان يصعد بسرعة 2م/ثانية.‏‏‏

في حزيران 2008 لقي شخصان حتفهما في حادثة لمصعد في فرنسا، مما أحيا الجدل حول تحديث المصاعد، فصدر قانون في عام 2003 فرض تحديث المصاعد قبل نهاية عام 2010.‏‏‏

ومع التطور الهائل في مجال الحوسبة والالكترونيات، أصبح من الممكن تصميم مصاعد أسرع بكثير وأقدر على السلوك الذكي لتناسب حاجات المستخدمين. تبلغ أقصى سرعة حتى الآن للمصاعد 17م/ث أي نحو 6 طوابق في الثانية وذلك في برج تايبيه في تايوان الذي يبلغ ارتفاعه 509،2م.‏‏‏

أما برج دبي الذي سيزيد ارتفاعه على 800م(ما يعادل 270 طابقا) وسينجز عام 2009، فإنه سيزود بمصاعد سرعتها 18م/ث(أي 650كم/ساعة) ما يجعلها تبلغ الطابق الأعلى خلال نحو 45 ثانية، ويتوقع خلال السنوات العشر القادمة ظهور مصاعد مقاومة للحريق، بحيث يمكن استخدامها لإخلاء الأشخاص من المباني أثناء حصول حريق.‏‏‏

أما وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، فتعمل على إنتاج مصعد يتجه نحو الفضاء ليربط الأرض بالمحطة الفضائية ويزودها بحاجاتها من الطعام والمعدات. وستبلغ سرعته 55م/ث، ويتكون من كابلات من أنابيب الكربون المنمنمة. لكنه لن يستخدم لنقل الأشخاص فهم لن يتحملوا الإشعاعات القوية أو السرعات الكبيرة داخله.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية