أو ميزته ، على هذا الضوء الشحيح ، بالشكل. فاقتربت مستئنسة . أو، على الأقل ، تعرف أنه مسموح لها، أن تبيت الليل بجواره!
ولكن أن تكون الدابة، هذه المرة، سيارة بالمعنى المجازي ، فقد أكبرت لها، أن كادت تأخذ مكانها، إلى جانب سيارة مركونة وحيدة ، في هذا الجانب من الدوارة الواسعة!
وكان لي تلقائياً ، أن أنظر داخل تلك السيارة، أشم فيها رائحة إنسان؟ أو أراه واقفاً من خلفها. أو قاعداً أمامها. أسأله ، على الأقل ، إن كان الدخول هكذا مسموحاً ، والنزول . أيضاً هكذا مباحاً. وقضاء الليل، في أي ناحية من الدوارة، هكذا اختياراً!
وإذا كان ذلك كذلك. فقد رحنا نفاضل ، بين هذه الناحية وتلك. ومخاير بين هذا الجانب وذاك. إلى أن انتهت بنا الستروين الزكية، إلى آخر حافة، بما يناسب أناقتها شكلاً ، ويشهد لمضمونها ، ولو كان بالمصادفة، بحسن الاختيار
بحر! . لفظت بتسعة أفواه. أخذت تنظر، تحت الحافة، بتسع عشرة عيناً.
الموج ( مجازاً) يهسهس ويغطغط ، بين حجارة بركانية . تظن، تحت الليل، مما بين شهبا والسويداء . نزلنا فيما انحسر من تحت الحافة. الذي لم يكن في باله منا، أن يقضي حاجة. تمنى لو قضاها على شط الادرياتيكي ، للذكرى والتاريخ!
نصبنا الخيمة إلى جانب السيارة. كل سيارة صارت تدخل الدوارة الوسيعة . تقف علينا . تسأل فيما كنا نشتهي ، لو نجد إنساناً ، أول ما دخلنا ، نسأله : هكذا الدخول فلتاناً ، ومبيت الليل كيفياً، إلى هذا الجانب الدشار، من فينسيا!
أنا تربعت، على « حنبل» ، كما يسمونه في الجزائر ، شرقي الشكل ، عربي السمه. صرت أقوم عنه، ليظهر أكثر وأكثر ، واقفاً للسائلين. الأولاد من حولي يلعبون. ست البيت وزينب تعدان العشاء. رائحة قلاية المجدرة، بالبصلة المحمرة بالزيت البلدي. رائحتها زادت عن سعة الدوارة . جراذين صارت تخرج من تحت الحافة. وترتع على رائحة المجدرة من حولنا...
( سيلي)