تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشعر العربي.. فصاحة وبديهة حاضرة

ثقـــافـــة
الجمعة 26-12-2008م
مها يوسف

قدم الباحث محمد مروان مراد محاضرة هامة تحدث فيها عن طرائف الشعراء و قصائدهم استهل محاضرته بنص موجز أوضح فيه معنى الفصاحة لغة،

وكيف أنها سمة من سمات الشخصية العربية تطبّع بها منذ الجاهلية وتمثلت مجسدة في مجالس العرب وندواتهم وحلقات المباريات الأدبية إضافة إلى مجالس الخلفاء ومنتديات الفكر، حيث تتبدى البلاغة والحكمة في أجمل صورها.‏

تجول الباحث بعد مقدمته في حدائق الفكر العربي الراقي وتوقف عند محطات ظليلة في تراثنا العربي الأدبي واقتطف من ثمرات تلك المجالس حكايات وطرفاً مثل فيها الشعر العربي المحور الرئيسي فكانت صورة للبلاغة والفصاحة العربية.. توقف المحاضر في حكاياته عند أجواد العرب واختار من بينهم حاتم الطائي وما دار في مجالسه من طرائف الأشعار واختار الفضل بن يحيى البرمكي وسجاله الرائع في البادية وقول أعرابي قصده:‏

ألم تر أن الجود من عهد آدم‏

تحدر حتى صار من صلبه الفضل.‏

ولو أن أماً مسها جوع طفلها‏

غذته باسم الفضل قد غذي الطفل‏

وروى مساجلة بين الشاعر والأمير خالد بن يزيد ورد فيها قول الشاعر:‏

سألت الندى والجود حران أنتما‏

فقالا يقيناً إننا لعبيد‏

فقلت: ومن مولاكما؟‏

فتطاولا إلي وقالا خالداً ويزيدا‏

ثم ينتقل المحاضر إلى نص آخر في محاضرته يعرض فيه ألواناً من أشعار ظرفاء العرب في مجالس الخلفاء: أبو دلامة الشاعر في مجلس المهدي العباسي وعلي بن الجهم عند هارون الرشيد، كما يعرض لمواقف الذكاء العربي اللماح وسرعة بديهته كما تظهر في محاورات العرب في مجلس عمر بن الخطاب وإعطاء الحكم الشرعي في أبيات شعرية حاضرة.‏

وأوضح المحاضر معارضات الشعراء للأبيات وتبديل الألوان فيها حسب طلبات الصبايا الحسان.‏

وانتقل الباحث من جديد إلى حكايات الشعراء المحدثين مع مضيفة الطائرة الحسناء التي خلبت بفتنتها الأنظار فانطلق كل شاعر ينشدها قصائد الغرام. فهذه أحدهم أحمد الصالح يعبر عن عواطفه بقوله:‏

تلفت فاستوقفتني العيون‏

وذاك الدلال أيا حلوتي‏

وثغر شهي تكاد المنى‏

تذوب عليه من اللهفة‏

مليحة هذا الفضا لامسي‏

قلوباً تذوب من اللوعة‏

وهذا عبد الرحمن صدقي يصور سعيه للمطار بالليل والنهار ليحظى برؤية حسنائه:‏

كرهت ركوب الريح من قبل موفداً‏

فأصبحت أسعى للمطار بلا وفد. أما محمد علي السنوسي فيعلن عن هواه بقصيدة يخاطب فيها المضيفة التي‏

تهتز عطافاً وتغري فتنة وترق نسمة‏

وتكلمت فسمعت أرخم نبرة وأرق نغمة‏

تتساقط ألفاظ تحت لسانها كعصير كرمة‏

شد الحزام تقولها وأقول لست أجيد حزمه‏

أنا خصم كل يد سواك تشده وتفض ختمه وتكر سبحة الشعراء من المغرمين بالمضيفة الحسناء وتعذب أشعارهم في وصف حسنها وتألقها.‏

وأما مسك ختام المحاضرة فكانت حكاية الشعراء الثلاثة من آل المعلوف في المهجر مع فنجان القهوة الذي وقع من يد حسناء بارعة الجمال فسارع الثلاثة لوصف المشهد بأبيات مرتجلة بالغة اللطافة والرشاقة أنهى بها الباحث محاضرته فأمتع الحضور وأغنى حضورهم بحكايته المختارة من روائع الشعر العربي البليغ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية