تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرسوم المتحركة غزو ثقافي لعوالم الطفولة ..طعمة : يجب أن نعترف بتقصير الإعلام العربي

مجتمع
الجمعة 26-12-2008م
منال السماك

قد لايبدومستغرباً ونحن في عصر تعد د الفضائيات وماتقدمه من مغريات وإبهار من خلال أفلام الكرتون أن أولى الكلمات التي ينطقها أطفالنا هي أسماء لشخصيات كرتونية كتوم وجيري وساسوكي وتلتبيس أو أسماء لمحطات تبث البرامج والأغاني للصغار كسبيس تون وطيور الجنة

فنجدهم مستغرقين أمام الشاشة لساعات وساعات في حين تنصرف الأم في تلك الأثناء للقيام ببعض الأنشطة والأعمال مستغلة انشغالهم دون أن تدري ماذا يشاهدون وما الثقافة التي يطلقون عليها؟ عن ايجابيات وسلبيات الاعلام المقدم للطفل من رسوم متحركة وأفلام وبرامج حدثنا الاختصاصي بعلم النفس الاعلامي محمد بشير طعمة وكان اللقاء التالي:‏‏

- ماأهمية دور التلفزيون في حياة الطفل؟‏‏

تؤثر المسلسلات وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة تأثيراً بالغاً في وجدان الطفل لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفولة تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لدى الطفل وتحدث استجابات معينة في إدراكه فتساهم في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله فيختزلها وتصبح رصيده الثقافي الوجداني والشعوري فهي تتيح له امكانية تمييز الشخصية عند سماع صوتها في الحوار دون مشاهدتها ومعرفة صاحب الصوت وجذب انتباه الطفل لأصوات جديدة من خلال طريقة الإلقاء خاصة إذا كان الصوت لايشبه الصوت البشري الطبييعي كما تساعده على معرفة بعض صفات الشخصية إذا كانت رؤوفة أم قاسية قوية أم ضعيفة ذكراً أم أنثى ولاننسى دور الأغنية وما فيها من مشاعر حين يقلدها وأخيراً الاندماج النفسي وشعور الطفل بمشاعر الشخصيات التي يشاهدها وتنمية مهارة التركيز والانتباه لديه.‏‏

- ولكن ألا توجد آثار سلبية لهذه البرامج ؟‏‏

لكل شيء ايجابيات وسلبيات بالنسبة للرسوم المتحركة فسلبياتها تكمن في : تبدلات في حياة الأسرة بسبب التنوع الثقافي وبالتالي تؤدي إلى إضعاف عملية نقل الأفكار والقيم الثقافية من الآباء إلى الأبناء .‏‏

التلقي لاالمشاركة ذلك أن التلفزيون يجعل الطفل يفضل المشاهدة خلافاً للكومبيوتر الذي يجعله يشترك في صناعة الأحداث .‏‏

إعاقة النمو المعرفي الطبيعي من خلال عدم الاحتكاك بالمثيرات الحقيقية.‏‏

الأضرار بالصحة الجسدية كأذية البصر وعدم الحركة وزيادة الوزن.‏‏

تقليص درجة التفعيل بين أفراد الأسرة والأقران والانعزال والانطواء .‏‏

تقديم مفاهيم فكرية مخالفة للثقافة العامة التي يحياها في مجتمعه.‏‏

- ألا تعتقد أن برامج الرسوم المتحركة تحمل أفكاراً لاعقلانية قد تؤثر على شخصية الطفل؟‏‏

إن هذه ا لبرامج هي محاكاة للقصص والروايات والخرافات والأساطير التي كانت ترويها الجدة ولكن بشكل يتناسب مع التطور التنكولوجي والعلمي والثقافي وتلك القصص لم تكن أقل عنفاً أورعباً من رسوم اليوم فكان البعبع والواوي والغول وبعض الشخصيات الشريرية التي كانت تلهم الطفل وتكون أحياناً عقاباً له إذا أساء التصرف وشخصيات اليوم لاتختلف كثيراً عن تلك الروايات فالآن يوجد سوبرمان وبات مان وسبيدرمان وغراندايزر وفي الماضي كان علي بابا وسندباد وبساط الريح وقدرته الخارقة وياسمينة العصفور الذي يتكلم والمصباح السحري والمارد وغيرها الكثير التي تصور النزاع الدائم بين الخير والشر و الظلم والعدالة.‏‏

- هل ترى أن القيم والثقافة التي تقدمها هذه البرامج تناسب مجتمعنا وقيمنا العربية؟‏‏

يجب أن نعترف بتقصير الاعلام العربي أمام هذه الظاهرة مع اعتقادي أن هناك بوادر جديدة سوف تظهر لمواجهة الاعلام الغربي فلدينا اليوم اللعبة فلة وقصصها بدلاً من باربي ولكن يجب أن ننظر إلى الأمور بشكل أعمق وليس سطحياً كما يفعل بعض المتشددين لبرامج الرسوم المتحركة الغربية وماتحمله من ثقافة قد لاتتناسب مع ثقافتنا فهذه الرسوم هي عبارة عن الفلكلور العالمي فهناك رسوم مستوحاة من إفريقية وقبائلها البدائية ومنها مستقاة من الصين والهند واليابان وغيرها التي لاتتناسب مع ثقافة الديانات السماوية والثقافة العربية.‏‏

- كيف نستطيع معالجة الآثار السلبية التي لاتتناسب وثقافتنا العربية؟‏‏

إن مناقشة الأطفال حول ما يشاهدونه علىشاشة التلفزيون وسيلة جيدة لاكسابهم المعلومة الصحيحة التي تتناسب مع ثقافة الأسرة والمجتمع فيجب ألا ننظر إلى الأشخاص بل إلى القيم المترتبة من المشهد فلايوجد مسلسل كرتوني إلا وفيه صراع بين الخيروالشر والظالم والمظلوم على سبيل المثال روبنهود ورمي وسندباد أو الشخصية التي تسعى للخير كهايدي وزهرة الجبل أو الفتى الموهوب العبقري كالمحقق كونان أو، نجد تفريقاً للانفعالات وتحقيق الشهرة كالمسلسلات الكروتونية الرياضية مع العلم أن بعض المسلسلات قد لاتحتوي على قيم إنسانية كتوم وجيري وميكي ماوس وساسكوكي وتكون مليئة أحياناًبالعنف ولكنها تبقى نوعاً من التفريغ الانفعالي والطاقة الموجودة لدى الطفل.‏‏

على أي حال فهي تفتح آفاقاً جديدة للطفل وتجعله يعيش عالماً خاصاً بالطفولة وتحقيق أحلام قد لاتكون عقلانية فيذهب بعيداً بخياله ولكن هذه الفوائد لاتتحقق دون مراقبة الوالدين بمصاحبة الأم لأبنائها وجلوسها معهم أثناء المشاهدة ضروري لتنبيههم إلى السلوكيات الخاطئة فيما يشاهدونه من كذب وتحايل وعنف وسرقة ....وتصحيح المفاهيم التي تعرض لهم وشرح بعض ا لمشاهد التي لاتتناسب وقيمنا وأخلاقنا كبعض المشاهد الاباحية وتعزيزها وأهم من ذلك مراعاة سن الطفل لمايشاهده وتقليل مدة المشاهدة إلى معدل متوسط ثلاث ساعات أسبوعياً وهذه الفترة المتوسطة تعلم الطفل كيف يختار بين البدائل الموجودة وتعلمه الاتزان وكيفية الاستفادة من الوقت وتدفع عنه ا لسلبيات وعلى الآباء الجلوس مع أبنائهم والتحدث إليهم فهذا يحقق لهم الاشباع النفسي ويوفر لهم البديل الحي عن الاستغراق أمام التلفزيون .‏‏

تعليقات الزوار

اسماعيل |  www.is_22358@hotmail.com | 03/01/2009 23:44

كيف نستطيع تقليص مشاهدة الطفل لهذه البرامج لنفس الفترة التي ذكرتها , و ماهي الطريقة لسد الفراغ الذي ستحدثه هذه البرامج على فكر هذا الطفل بحيث لايشعر بفقدانها فجأة ؟ و شكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية