والطفل وأمه في فلسطين وجهان يبكيان يوم باع العرب «المهد» في بازار السفارة، وأطالوا مخاض القدس باحتلال المغارة، وتلوثت مياه نهر الأردن بسياسة النفط والردى، وأمر دونالد ترامب بذبح اطفال الحجارة.
كلهم هناك في «هيكل» سلمان السعودي مجتمعون.. الملوك والأمراء وبينهم من جاء بهيئة سلطان العثمان يبيعون درب الآلام ومسرى الرسول في العتمة والعلانية بحفنة من بقاء العروش، ويطلقون النيران على شهب المقاومة علها «العذراء» تتوه عن بيت لحم، وعله السلام في فلسطين يبقى معلقاً بمشيمة الحل الأممي والطرق السلمية حتى يختنتق أو يسقط بتقادم القضية.
حفرت دمشق بدماء الشهداء مغارة العيد ليولد السلام هنا من جديد، ومن سعى لإجهاضه في جنيف الثامن عاد وأخطأ ولم يتوقع أن تنطق آستنة بحنجرة الميدان، ولم يتهيأ لأن تقدم اسرائيل استقالتها مجبرة في الجنوب السوري وتهجر مشروع «الجيرة الحسنة» لعواء جوع تحرير الشام والنصرة.
يولد طفل المغارة في الشرق الأوسط بمزود دمشق وتهز «العذراء» بجذع الجيش السوري والمقاومة ليتساقط السلام علينا رطباً شهياً، ولكن ثمة خليجياً يضع إبر الصفقات في المزود لينزف طفل السلام من فلسطينه وكرامته وأرضه.. ثمة من يبيعه من محيطه حتى صليبه ولا يبشر بقيامته.. يبدل الكتاب وأهله بتمتمات التلمود.. ثمة يهوذا خليجي في عصرنا يلاحق السلام أينما حلّ، يعتقل القبلتين ويقطع الطريق إلى أولاهما ويعطل أجراس الميلاد بأمر من ترامب وعشائره.. لكن الجيش العربي السوري يدقها بصوت عال يرهب إسرائيل، التي تعلم قبل غيرها أن الدرب باتت مفتوحة من دمشق إلى القدس، وأن المقاومة تضيئ ولا تحترق وبأيديها ستعيد بهاء القدس.. وللقدس سلام آتٍ.