تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التحول إلى القراءة ... جاذبية عالم الكتاب

الملحق الثقافي
5-2-2013م
ترجمة: رندة القاسم _مع صدور التقارير والدراسات التي تتحدث عن انخفاض معدل القراءة بين الأطفال واليافعين،

يبدو من السهل دائماً إلقاء اللوم على التلفزيون وألعاب الكمبيوتر وكل الوسائل التي تملك جاذبية أكبر. ولكن في الحقيقة، جذر المشكلة يكمن في الطريقة التي تعلم فيها الأطفال القراءة والفشل في تطويرهم ليتحولوا إلى قراء.‏

فتقريباً كل الأطفال يتعلمون كيفية تحويل الخربشات إلى كلمات، وربما لا يتمتعون بالرشاقة، ولكن عندما يرون كلمة «خطر» أو «قائمة طعام» يدركون ماذا تعنيان. وفي عمر السابعة، يستطيع معظمهم التنقل بصعوبة عبر صفحات بعض الكتب بينما الكبار ينصتون إليهم. ولكن هذا ليس قراءة، فالقراءة الحقيقية تأتي فيما بعد ويمكن للآباء تقديم الكثير من المساعدة.‏

القراءة كما السباحة، إذ أن الحصول على شهادة اجتياز عشرة أمتار ليس نهاية تعلم العوم، بل البداية. وإذا تابعت السباحة ستكون أمام احتمالات كثيرة وربما ينتهي بك الأمر إلى المشاركة في الأولمبياد، ولكن بالتأكيد لن تحقق أي شيء إن كنت بالكاد تنزل إلى الماء.‏

ولكي يغدوا الأطفال قراء واثقين ومتعمقين، يجب أن يمارسوا القراءة طوال الوقت. وإلا فإنهم سيتراجعون إلى الوراء، بل وحتى ستتبلد مهاراتهم في فك الخط. والقراء الحقيقيون يتقدمون ويتطورون عبر حياتهم، فعلى سبيل المثال، رغم أنني كنت في العشرينات قارئة جيدة، فإني أقرأ أسرع وببراعة أكبر عما كنت عليه في ذاك العمر، لم أقم بأي شيء لتطوير مهارتي سوى أنني قرأت مئات الكتب.‏

من المهم تعليم الأطفال عدم لفظ الكلمات، لأن هذا يعوقهم، أي قراءة كل كلمة بصوت عال في أدمغتهم، الأمر الذي نقوم به جميعنا في البداية، إنها مرحلة بطيئة جداً. والقارئ المحترف يقرأ المعنى دون الحاجة إلى «ترجمة» كل كلمة إلى صوت. فالدماغ يتعلم تحويل الإشارات التي تراها العين إلى معانٍ دون المرور بمرحلة الكلمات المحكية أو المسموعة.‏

للأسف، تطوير القراءة أمر مهمل من قبل المدرسين المنهمكين بتعليم أعداد كبيرة من الطلاب، والمكان الأمثل للقيام بذلك هو الممارسة اليومية الأساسية في المنزل، والتي يجب أن تصبح بسرعة متعة لا روتيناً مملاً. وهذا يعني اصطحاب الأطفال إلى المكتبات و/ أو شراء كتب لهم. ويعني أيضاً إطفاء معظم الأجهزة ذات الشاشات وبشكل خاص إبعاد التلفزيون والحواسيب الشخصية والهواتف والألعاب الإلكترونية وما يشبهها عن غرف نوم الأطفال. فقد أظهرت الدراسات أن شاشات التلفزيون والحواسيب يمكنها أن تؤذي أدمغة الأطفال. الشاشة الوحيدة المسموحة في غرفة الطفل، عندما يتمكن من فك الخط، هو قارئ الكتب الرقمية «e-book reader» ويفضل البسيط الذي يحوي كتباً فقط. ويتمتع بميزات لا توجد في الكتب التقليدية. فأولاً، يمكن احتواء مئات الكتب داخل هذا الجهاز الصغير. وثانياً، يمكن لعدة أفراد من العائلة الواحدة قراءة الكتاب ذاته في نفس الوقت كل عبر جهازه الخاص. وثالثاً، يمكن تحميل الكثير من الكتب مجاناً أو بسعر منخفض. ورابعاً، وهو الأهم، يمكنك التحكم بحجم الكلمة، فالقراء المبتدؤون يواجهون صعوبة في النصوص ذات الحرف الصغير.‏

أفضل ما يقوم به الآباء لتشجيع أبنائهم الأطفال أو المراهقين على القراءة هو أن يراهم الأخيرون وهم أنفسهم يمارسون القراءة كثيراً. والآباء الذين يقولون إنهم «مشغولون كثيراً ولا يملكون الوقت للقراءة» ينقلون ببساطة رسالة مفادها أن القراءة خارج اهتمامات الكبار. فعبارة «قم بما أقول لا بما أفعل» لا تجدي نفعاً مع الأطفال، وسريعاً سيتوقفون عن القراءة لأنهم سيرون أن عدم القراءة يعني «الرشد».‏

في أحيان كثيرة يكون علينا أن نغير من عاداتنا نحن إن أردنا لأطفالنا تحقيق إنجازات هامة في المدرسة والدخول إلى عالم الكتب في رحلة تستمر مدى الحياة.‏

سوزان ايلكين مؤلفة كتاب «اكتشاف القارئ في كل طفل».‏

عن The Independent‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية