كالديرون هو مسرحي إسباني الجنسية من مواليد مدريد عام 1600 وتوفي فيها عام 1681 يشبهه النقاد بالفرنسي كورنيه. درس في جامعتي القلعة وسالامنكا قبل أن ينصرف إلى نظم الشعر وكتابة المسرحيات.
من أولى أعماله الكوميدية: «حب وشرف وسلطة» وبقيت مضامين هذه المسرحية تتردد في أروقة مسرحياته على التوالي.
كان لتنقل بيدرو بين بلجيكا وإيطاليا وفرنسا أثر في تناوله دور اللاوعي والأحلام في صناعة أوهام تتحكم بمصائر الشعب الإسباني في عصر البارول.
يذكر أن اللاوعي والأحلام والأوهام كانت ثلاثية أضواء مسرح كالديرون بعد كتابة شكسبير الرائعة «حلم ليلة صيف» عام 1595 وقبل اكتشاف الدكتور فرويد لغة هذا الثالوث غير العاقل، ألم يجد كل من ميشيما وجان جينيه بعد شكسبير وسترنبرغ في هذا الثلاثي عراف حقيقة الوجود؟
وعلى غرار المجاز الذي استعاره أفلاطون في قصته «الكهف» فإن شخصيات كالديرون تنظر إلى الواقع باعتباره ظلالاً تنعكس فوق جدران كهوفها ليقيم «الوهم» معها علاقات خفية بفضل مسرحية «الحياة حلم» هو شاب قليل الحيلة بسيط التفكير يدعى سيغموند سجنه والده «ملك بولونيا» مذ كان يافعاً في برج عال إثر توقع المنجمين اغتيال الأب على يد ابنه عندما يصبح رجلاً ولم يكن سيغموند وحده من فقد حريته فها هي روز وري الجميلة تعلن الحرب على أهلها لتأخذ مكان والديها.
كما دشن أسلوباً متجدداً في المسرح لا يزال حياً حتى اليوم فالعمل يتألف من فصل واحد يمكن تقديمه في الساحات العامة والبلاط الملكي معاً.
أعطى بيدرو أهمية خاصة للموسيقا في مسرحه كذلك الأمر بالنسبة للديكور والإخراج قبل أن ينخرط في السلك الكهنوتي على غرار الدراماتورجي الكبير لوب دوفيفا في طليطلة عام 1651 . أما أهم مسرحياته فكانت آخرها وعنوانها «قدر ليونير ومار فيزي» ليتجاوز عدد مسرحياته 120 مسرحية يوم وفاته وليفقد المسرح الوطني الإسباني عصره الذهبي مع رحيل بيدرو.
وبقيت أعماله تغطي خشبات المسارح الأوروبية حتى خلال عصر الانحطاط الأوروبي في القرن الثامن عشر حيث غطى على منافسه دوفيفا ووضعه نقاد المدرسة الرومانسية في مكانة مرموقة على صعيد المسرح العالمي رغم أنه يختلف عن لوب دوفيفا في أنه عاش منطوياً على ذاته يستخدم الرمزية لسبر عوالم شخصياته النفسية في حين جعل الثاني من حياته مغامرة لا تنتهي.
أدخل بيدرو الارتجال إلى المسرح وغلفت الشاعرية أسلوبه الفني شاعرية معبأة برمزية تتمحور حول البطل لتدشن ما سمي بالغنائية المسرحية.