أسئلة كثيرة بات علم النفس الجديد يطرحها ولعلّ في مقدمة من يدرس هذه المحاولات لويزاخي التي قدمت أكثر من كتاب في حالات نفسية متعددة.
كتابها الجديد«أستطيع أن أكون سعيداً» الصادر عن دار علاء الدين بدمشق وهو من ترجمة ريما ماجد علاء الدين يعالج هذه الظاهرة باسلوب علمي جديد وجميل.
-أستطيع فعل ذلك
في الجزء الأول من الكتاب تتناول المؤلفة المبادىء التي من الضروري التقيد بها، ويمكن استخدام بعض عبارات التأكيد الإيجابية«حالتي الشعورية جيدة- أنا قادر على صنع تغييرات إيجابية في حياتي- استطيع فعل ذلك».
ولعلّ أهم هذه المبادىء الصحة تقول المؤلفة: إذا أردت أن تكون سليماً وتتمتع بالصحة الجيدة فتذكر الأمور التي عليك تجنب فعلها وهي تجنب الغضب والاستياء من جسمك لأي سبب كان، فالحقد والغضب هما عبارتا تأكيد سلبيتان تخبران الجسم بأنك تكرهه، كل خلية من جسمك تعرف أفكارك، تخيل أن جسمك هو خادمك الوفي، الجسم يعرف كيف يعالج نفسه فإذا كنت تدلله فتناول الطعام الصحي والمشروبات الصحية ولا تنفر من العمل الجسدي وتأخذ قسطاً كافياً من النوم وتفكر بالأمور الجيدة فقط عندها سيعمل جسمك على أفضل حال.
المبدأ الثاني هو الغفران وهو مفهوم معقد ومتعدد الدلالات بالنسبة للكثير من الناس ولكن أعلم أنه يوجد فرق بين الغفران وبين القبول فالغفران لا يعني الخضوع المذعن لسلوك الآخر إن الغفران هو فعل مدرك ولا يجب اتخاذ أي تدبير مضاد للشخص الآخر، فالمغزى من الغفران الحقيقي هو التخلص من الألم إنه فعل تحرير الذات من الطاقة السلبية.
إن الغفران لا يعني تبرير وتبرئة السلوك غير اللائق أو أفعال الآخرين أحياناً يعني الغفران التحرر، أنت تسامح شخصاً وبالتالي تحرره، فإعلان السلام وتحديد الحدود العقلانية في العلاقات هو الأكثر فائدة.
المبدأ الثالث الازدهار تقول المؤلفة: «يظن بعض الناس أن حل المشكلات المادية يمكن أن يتم بمساعدة إرث أو ربح اليانصيب، بالطبع يمكنك أن تتخيل كثيراً حول مواضيع مماثلة ويمكنك أن تشتري بطاقة يانصيب للتسلية ولكن لاتتعامل جدياً مع اسلوب كهذا في كسب المال إنها طريقة تفكير الإنسان الفقير.
حدد لنفسك الأفكار التي يمكن أن تعيق رفاهيتك المادية ومن ثم غيرّها وأبدأ يوماً جديداً مع طريقة جديدة في التفكير، ستساعدك في أن تصبح ناجحاً، ولو لم يتمرن أحد غيرك في اسرتك على عبارات التأكيد الإيجابية فإنك بوعيك ستساعدهم في أن يصبحوا ميسوري الحال.
وعن الإبداع تقول المؤلفة: لن تستطيع أبداً التعبير عن نفسك بإبداع إذا كنت تتحدث عن نفسك بصفتك فاشلاً وأخرق، فإذا كنت تقول: أنا لست أنساناً مبدعاً فإنك تخلق عبارة تأكيد سلبية، ستصبح جزءاً منك وتبقى كذلك طوال تعاملك معها بجدية، في كل فرد منا غرست القدرة على الإبداع منذ الولادة، فإذا سمحت لها بإظهار نفسها ستكون سعيداً، أنت جزء من تيار الطاقة المبدعة الخلاقة للكون، البعض يستطيعون التعبير عن أنفسهم بإبداع أكبر، وآخرون بإبداع أقل ولكن الجميع قادر على فعل ذلك.
إننا نخلق حياتنا كل يوم وكل فرد منا لديه مواهبه وقدراته المدهشة للأسف، كثيرون منا تعرضوا لقمع مخزونهم الإبداعي في طفولتهم من قبل الكبار الذين فعلوا ذلك بنيات حسنة كانت لدي معلمة قالت إنني لا أستطيع تعلم الرقص لأنني طويلة، وصديقي قالوا له إنه لا يستطيع أن يصبح رساماً لأنه كان يرسم أشجاراً غير صحيحة الشكل كل هذا هراء، ولكننا تربينا في جو من الخضوع وطاعة الكبار وتقبلنا هذه الأحكام، الآن صار بمقدورنا تجاهلها.
يمكنك أن تكون نجاراً موهوباً للأثاث المنزلي الثمين أو طباخاً ماهراً أو تبدع في مهنتك أو تعبر عن نفسك كفنان وانت تزرع حديقتك المنزلية، يمكنك أن تكون موهوباً في التعامل الطيب مع الناس، هذه عدة أساليب فقط من بين الأساليب للتعبير الإبداعي عن الذات ولايهم ما المسار الذي تختاره من المهم أن تشعر بالرضا التام مما تقوم به.
أنت مقود من قبل الروح القدس واعلم ان النصير الإلهي لا يخطىء عندما تشعر برغبة قوية غير محققة في التعبير عن الذات إبداعياً أو تحقيق حلمك القديم، فاعلم إنها إشارة عدم الرضا الإلهي بالذات، فإذا كنت صلباً في قراراتك ورغباتك فإن القوى السماوية ستحميك وتوجهك وبلا شك ستقودك إلى النجاح. الثقة بالكمال الذي يعيش في داخلك هو المفتاح إلى النصر.
إنك تعبر عن نفسك بإبداع في كل دقيقة وكل يوم وأنت تسير على طريقك الشخصي الفريد وعندما تدرك ذلك يمكنك التحرر من جميع القناعات الكاذبة بأنك لست موهوباً ولست قادراً وأن تباشر بشجاعة أي مشروع تريد.
ومن العوامل الأخرى المساعدة: العلاقات المتبادلة العلاقات الرومانسية وأثرها بتحسن علاقاتك مع الآخرين فالإنسان السعيد جذاب جداً بالنسبة للآخرين وكل شخص يفهم المحبة ويتقبلها على طريقته.
ويجب ألاّ نغفل عامل النجاح المهني والسعي نحو الأهداف والرغبة في العمل ومساعدة الآخرين بسرور ولهفة والانسجام الرباني الذي يسود نفسك والجو المحيط بك وعلاقاتك مع زملائك.
وأخيراً حياة بلا إجهاد واحترام الذات وهو الشعور بالرضا بالذات كشخصية والرضا بالذات ينمي الشعور بالثقة بالنفس.
وبدورها تنمي الثقة الشعور بعزة النفس وعندما تتقبل هذه البديهية تصبح قادراً على التغلب على بقية المشكلات.
في الجزء الثاني من الكتاب تتناول خي الأفكار التي تجعلنا أقوياء، وفي الجزء الثالث: دليل يومي لعبارات التأكيد الإيجابية، أما الجزء الرابع فخصصته للحديث عن الألوان والأرقام.
الكتاب: أستطيع أن أكون سعيداً - المؤلف: لوزا خي - المترجم: ريما ماجد علاء الدين - الناشر: دار علاء الدين دمشق