فقد قُتل اثنين من الفلسطينيين على يد القوات الاسرائيلية ليصل عدد الشباب الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي خلال الأسبوعين الأخيرين إلى ستة .
لم تتحدث وسائل الإعلام الايرلندية عن أعمال القتل هذه كما لم تتكلم عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بلا هوادة ، فالحكومة الاسرائيلية مستمرة وجيشها مستمر بقتل وتشويه وتدمير حياة الفلسطينيين حارمة إياهم حتى من مصدر رزقهم ، وكل هذا والمجتمع الدولي متعامياً تماماً عما يجري وهذا كما اتضح لحركة التضامن الايرلندية ـ الفلسطينية ففي 23 ك2 الماضي تلقّت لبنى منير حنش الفلسطينية رصاصة في رأسها وقتلت إثرها وقد روى شهود عيان لوسيلة إعلام فلسطينية بأنه مرت سيارة مكشوفة لمستوطنين وأطلقت النار على مجموعة أشخاص كانوا بالقرب من مخيم العروب للاجئين والواقع بين بيت لحم والخليل ، أما لبنى فهي طالبة سنة رابعة في جامعة القدس كانت تزور أختها في المخيم ، حين تعرضت للقتل . وبنفس اليوم قتل مراهقاً في الخامسة عشر من عمره برصاص الجنود الاسرائيليين كذلك قبل أسبوعين قتل أربعة اشخاص في غزة والضفة الغربية من بينهم مزارع (21 عاماً) من بيت لاهيا كان يعمل في أرضه ، وتلقى المعارض السلمي سمير عوض ( 17عاماً) رصاصة في رأسه بسبب مقاومته غير العنيفة للاحتلال وكان سمير قد خرج مع أصدقائه احتجاجاً على جدار الفصل العنصري غير القانوني الذي بناه الاسرائيليون . فهذا الجدار اقتطع هكتارين مزروعين ب 3000 شجرة زيتون يعودان لأهل سمير ، بالنسبة لإسرائيل الجدار ما هو إلا وسيلة لسلب الفلسطينيين وكانت محكمة العدل الدولية قد أعلنت عام 2004 أن الجدار غير قانوني. «إن بناء إسرائيل للجدار الفاصل واحتلال الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية وما حولها ، وكل ما نجم عن بنائه يخالف القانون الدولي» .
عندما يتعلق الأمر بوسائل الإعلام الغربية لنقل مثل هذه الأحداث نجد أنها تكتفي في أغلب الأحيان ـ بما تنقله النسخة الإسرائيلية لها ـ دون إعادة طرح الموضوع الذي يشمل عبارة « قواعد الالتزام » لإخفاء مقتل الشباب الفلسطينيين برصاص الاحتلال ، حيث العبارات الملطفة « منطقة محظورة » و « متسللين» تجعل الضحايا مسؤولين عن هذه الجرائم التي ترتكب بحقهم وبدم بارد . من الضروري الإشارة هنا إلى وقائع لم تغطيها وسائل إعلامنا بشكل وافٍ . منذ الإعلان عن توقف إطلاق النار في غزة بإشراف مصر نلاحظ أنه بعد الهجوم الاسرائيلي في تشرين الماضي وإسرائيل مستمرة في انتهاك شروط الاتفاق ، فخلال الشهرين الماضيين قتل الجيش الاسرائيلي في غزة عدداً من الفلسطينيين عدا الجرحى والأطفال ، كما كان هناك توغلات عسكرية وإطلاقاً للنار من المعابر الحدودية لقطاع غزة ، هذا واوجدت إسرائيل «مناطق عازلة » على طول الحدود على الأراضي الفلسطينية مانعة المزارعين من الذهاب وزراعة أراضيهم ، فيما امتثل المقاتلون الفلسطينيون لشروط وقف إطلاق النار .
وبنفس الفترة الزمنية تعرّض فلسطينيو الضفة الغربية والقدس الشرقية لأعمال عنف وقمع قام بها المستوطنون والجيش الاسرائيلي نجم عنها العديد من القتلى والجرحى بين كبير وطفل . كما نفذ الجيش الاسرائيلي 530 توغلاً عسكرياً وهجمات للمستوطنين ضد الأشخاص والممتلكات ، فقد تم اقتلاع 2100 شجرة زيتون وأعلن عن مشروع لبناء حوالي 9000 مسكن غير شرعي ، كما أوقف 440 فلسطينياً في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية من بينهم سبعون طفلاً ، بالإضافة إلى ستة نشطاء اسرائيليين ودوليين في حقوق الإنسان .
إذاً مهما تكن نتائج الانتخابات الاسرائيلية لن يشهد فلسطينيو المنطقة تغييراً ملموساً ، ففي الواقع يتعرض الفلسطينيون لتمييز منهجي وعنصري ويُضطهدون ويحقَّرون من جانب الاسرائيليين .
دافع مؤخراً السفير الاسرائيلي ( بوعز موداي ) في ايرلندا عن استخدام إسرائيل سائل برائحة كريهة مستخرجة من الظربان بحق المقاتلين الفلسطينيين والدوليين المنزوعي السلاح ، وقال إن اسرائيل تحاول دائماً استخدام الحدّ الأدنى من القوة للحفاظ على النظام ، ولكن في الواقع أن المتظاهرين السلميين هم أهداف للرصاص الحقيقي ولطلقات كاوتشوكية مغطاة بالفولاذ والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والهراوات . عدا ذلك ، ليس بالضرورة أن تكون مشاركاً في تظاهرة لتتعرض للإصابة كما هو الحال مع لبنى حنيش .