لأنه ما كادت أعمال المؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ انتهت حتى انبرى وزير خارجيتها ليقول على الملأ: «يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين الحكومة والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ.. لا يمكن أن يكون ذلك حلاً، و لن يتيح إيجاد مخرج للأزمة في سورية «.
والسؤال إذا لم يكن الحوار هو الطريق الصحيح والآمن للحل.. أيكون دعم الإرهاب وتهريب المرتزقة وتسليحهم، وسفك دماء السوريين والمشي فوق جثثهم لتحقيق المآرب التركية والإسرائيلية والأميركية والسعودية والقطرية وغيرها، هو ذاك السبيل؟
والسؤال أيضاً لماذا تتنطح حكومة العدالة والتنمية التركية بين الحين والآخر لتضع العصي في العجلات، وتقلل من شأن المبادرات السياسية والدبلوماسية الداعية لحل تلك الأزمة، أم أنه لم تكتف حتى الآن مما حصل للشعب السوري من ويلات ومعاناة وحصار نتيجة سياستها الرعناء والمستكبرة؟
الأجوبة ليست بحاجة لكثير من التفكير والتحليل، لأن الحكام الجدد لتركيا باتوا الوكلاء الحصريين للسياسة الغربية الاستعمارية والامبريالية العالمية، والذين لا يقبلون أن ينازعهم أو ينافسهم على هذه المهمة أحد حتى إسرائيل، ولكونهم يعدون أنفسهم المخلب الأطول القادر على فعل ما عجز الحكام الصهاينة عن القيام به طيلة أكثر من ستة عقود.
من جهتهم السوريون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم يعلمون أن الحوار هو الحل الأول والأخير، ولا بديل عنه، وذلك معروف للحكومة ولجميع الغيورين على المصلحة العامة لسورية أرضاً وشعباً، وأن كل ما يقال خلاف ذلك ليس له إلا هدف واحد هو القضاء على حضارة البلاد وأمنها واستقرارها وجعلها دولة منسية خارج إطار الحسابات وحتى الزمن.
بالمقابل هناك دول حريصة كل الحرص على مستقبل سورية وضرورة بقائها قوية مصانة، تؤمن بأن الدول الداعمة للإرهاب مستمرة بجني الخيبات والإخفاقات المتلاحقة، و أن سورية قادرة على تجاوز الظروف المؤلمة ووضعها وراءها، وسوف تكون من الذكريات» وإن كانت حزينة» لكن في القريب العاجل، لذا فالحوار هو الطريق الأسلم والأقصر، وما على العالم إلا فهم هذه المعادلة و إدراك ذلك الطريق، والقيام بكل ما يلزم لتخفيف معاناة الشعب السوري.