حكومة نتنياهو الجديدة... وكذبة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين
شؤون سياسية الأربعاء 6-2-2013 منهل إبراهيم أعادت الحكومة الإسرائيلية اجترار نفسها وتسارعت للنقطة التي انطلقت منها بعد أن استدارت والتفت على نفسها وبحثت فلم تجد من هو أكثر منه عنصرية فعادت وأنتجته من جديد وثبت المؤشر على بنيامين نتنياهو الذي قاد حملته الانتخابية على وهج أسنة شهوته الاستيطانية
ووعوده للإسرائيليين بمزيد من الإيغال في عمليات التهويد أو اصطناع معالم يهودية لطمس معالم القدس العربية وجعلها منطلقاً لصبغ كل أرجاء فلسطين بالصبغة اليهودية وتصويرها للعالم على أنها حقيقة راسخة في صفحة تاريخ تؤكد جميع مفرداته بل جميع صفحاته أن فلسطين أرض عربية ناصعة الجبين لا تقبل غير هويتها العربية عنواناً لها في الماضي والحاضر.
ومنذ أن قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني الحالي بنيامين نتنياهو التكليف من قبل رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي شمعون بيريس رسميا بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة في أعقاب الانتخابات العامة التي أجريت في 22 من كانون الثاني وفاز فيها حزب نتنياهو، قال نتنياهو في مراوغة ونفاق في خطاب قبول التكليف القصير أنه ملتزم بالسلام مع الفلسطينيين ووضع كرة ملغومة في ساحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما دعاه إلى استئناف المفاوضات معه.وفي كلام نتنياهو هذا استخفاف واستهزاء وذر للرماد في عيون الرأي العام الذي وللأسف ينخدع بظواهر الأمور وقشور الكلام دون الولوج إلى اللب والرأي العام أيضاً ينسى بطرفة عين أو يتناسى جرائم الاحتلال التي تنفذها حكومات نتنياهو ومن سبقه وكأن شيئاً لم يكن ويركز على تصاريح جوفاء تصدر عن الجوقة الحاكمة في إسرائيل لا طائع منها ولا غاية سوى إظهار إسرائيل بمظهر حمامة السلام والفلسطينيين بصياديها وهذا هو الوتر الذي يلعب عليه باستمرار رؤساء الحكومات الصهيونية ومن بينهم نتنياهو وينفذون سياساتهم التي تخدم مصالح كيانهم في السر والعلن دون أخذ اعتبار للعواقب،فمن يدعمون إسرائيل سيصمتون ومن يريد تسجيل موقف لاشك سيكون خجولاً والصمت أفضل منه .
وفي تبجح نتنياهو وتشدقه بسلام يزعم أنه يريده وهو الحاقد على السلام جملة وتفصيلاً قال (الحكومة القادمة التي سأشكلها ستكون ملتزمة بالسلام، أدعو أبو مازن للعودة إلى طاولة المفاوضات.. كل يوم يمر دون أن نتكلم من أجل التوصل معاً إلى سبيل لتحقيق السلام لشعبينا هو يوم ضائع)فأي سلام يتحدث عنه نتنياهو وهو الذي يذبح حماماته في كل يوم وأي سلام يعنيه وهو الذي أوصلته رياح التعهد بمزيد من المستوطنات إلى الفوز في الانتخابات و إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة ،وأي طاولة مفاوضات وشعب فلسطيني يقصد وهو الذي تعلم المفاوضة بدم الفلسطينيين على أرض يريدها محروقة أو مهودة عن بكرة أبيها وأي وقت ضائع هذا الذي يومي إليه نتنياهو وهو المراوغ والمحتال والخبير في تقطيع الوقت واستثماره لمصلحة تدعيم الكيان الصهيوني بكتل الاسمنت حتى لا تنهار أسسه على أرض تتحرك بعنفوان عربي يريد نفض تلك الكتل وغبار الاحتلال الذي أرهقها على مدى عقود من الزمن. ولمن يريد أن يعرف ما هي أهم أعمال الحكومة الإسرائيلية المرتقبة نقول إن حزبي الليكود و(إسرائيل بيتنا) اليمينيين المتطرفين بزعامة نتنياهو وليبرمان قد تحالفا لخوض الانتخابات بهدف الهيمنة على الأغلبية في مقاعد الكنيست وتشكيل حكومة يمينية تفعل ما يحلو لها وأهم شيء بالنسبة لها المضي قدماً في برنامج نتنياهو العدواني لفرض الاستيطان كأمر واقع، فالاستيطان لم يتوقف مع كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لأن سعاره كان الأقوى على يد نتنياهو . إن الانعكاسات السياسية داخليا وخارجيا لنتائج الانتخابات الإسرائيلية تتلخص في أن الحكومة اليمينية القادمة ستؤدي إلى شلل سياسي على صعيد الداخل الإسرائيلي إضافة إلى شلل اقتصادي على اعتبار أن الكيان الإسرائيلي يعاني من عجز في الميزانية لكنه أمر ستعوضه له راعيته أميركا ، فضلا عن أن نتنياهو لن يتمكن من تحريك ما يسمى العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني بسبب مواقفه المتطرفة وبسبب ضمه لأحزاب أكثر تطرفا في ائتلافه الحكومي وما يزعمه من رغبة بالسلام كذبة كبرى من أكاذيب نتنياهو المفضوحة والمكشوفة .
|