وهذا لم يفسره احد إلا عبر الاختلاف بالتسمية والماركة والاسم التجاري وهذا بحد ذاته يلعب دورا كبيرا في انخفاض سعر المادة أو ارتفاعها في السوق المحلية وهنا إذا دخلنا بالتفاصيل أكثر نجد إن المفارقة تقودنا إلى أن سعر اللتر الواحد من الزيت النباتي قد يصل إلى 200 ليرة وسعر نفس الكمية أو العبوة من الزيت النباتي ولكن باسم آخر وصنف آخر يصل إلى 140 -150 ليرة.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال إذا كان سعر الكيلو غرام من زيت الزيتون السوري وهو المعروف بنوعيته وفوائده يباع اليوم في السوق المحلية بسعر لا يزيد عن 150 ليرة فلماذا تكون أسعار الزيوت النباتية أعلى من سعر زيت الزيتون الذي نعاني من تسويقه كل عام...! مع العلم إن الزيوت النباتية معظمها منتج محلي أو معبأة محليا ومع إدراكنا لارتفاع تكاليف الإنتاج وأيضا ارتفاع أسعار المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج نقول يجب إلا تصل تلك الأسعار إلى ما هي عليه لان أسعار الزيوت الطبيعية والتي لا يدخل بتركيبها أيا من المواد المهدرجة أو سواها ولا أية إضافات أخرى يجب أن تحافظ على سعرها وتبقى أغلى من الزيوت النباتية والمهدرجة أيضا...!
وهنا نجد أن الماركة المعروفة أحيانا ولها سمعة تجارية معينة لا يمكن البحث في تخفيض أسعارها من منطلق إن الاسم التجاري المعروف له سمعته وبالتالي جودته ومن هنا يتم حسب رأي بعض التجار في السوق المحلية المحافظة على أسعارها لا بل قد تتحسن نتيجة الطلب والإقبال عليها ويمكن قياس ذلك على مختلف السلع والمواد في السوق المحلية فما زالت الأسماء التجارية المعروفة لعدد من السلع والمواد التي لا مجال هنا لذكرها تحلق أسعارها وغير قابلة للمناقشة فقط عليك أن تسأل عن مدى وإمكانية توفر المادة أولا ثم اسأل عن تسعيرتها...!
هكذا تحافظ بعض السلع على ثباتها في السعر المرتفع مع اعترافنا أيضاً إن بعضها وليس كلها يستمر بالمحافظة على الجودة كما يجب أن تكون والبعض الآخر تبقى الجودة آخر همه وخاصة بعد أن ينطلق قطار التسويق لديه وتصبح المادة مطلوبة لدى الباعة والمستهلكين وهذا ما يمكن أن نشاهده بمادة الرز مثلا وأيضا ببقية أنواع الحبوب والبقوليات والكونسروة والتي نجد السوق يعج بأصناف شتى منها ولا يمكن التكهن بمدى الجودة المتوفرة هنا وهناك إلا عبر التحليل الذي قد يحصل عند اخذ عينات من تلك المواد للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية وغالبا ما تكون النتيجة لمعظم المواد غير مطابقة تماماً للمواصفة القياسية السورية لان الخلل كما يعزيه البعض قد يكون بسبب سوء التخزين وسوء الاستخدام أحيانا كما يحصل عادة بالتذرع بحجج واهية...!
وهنا نجدد دعوتنا من اجل القيام بحملة إعلامية وإعلانية من شانها أن توضح للمستهلك اليوم ماهية وفوائد زيت الزيتون السوري الذي يكدس بالمستودعات ويباع بأقل من سعر الزيت النباتي مع الفارق الكبير بين الاثنين وتلك مسؤولية مشتركة لكل الجهات التي تسهم بتسويق إنتاجنا من زيت الزيتون السوري الذي تفتقده الكثير من الأسواق الإقليمية والدولية.