أما "كلمة الحق" فقد كانت حاضرة في مقام تأبين الزميل المصور الصحفي حيدر صمودي الذي اغتالته يد الغدر والإرهاب وهو متجه إلى عمله من أمام منزله في كفرسوسة.
وقد حضر حفل التأبين المهندس ياسر ديب رئيس مجلس محافظة طرطوس ومدير منطقة صافيتا وحشد كبير من الفعاليات الدينية والاجتماعية والإعلامية.
حيدر الصمودي الذي انتقل من خلف الكاميرا إلى واجهة الحقّ والحقيقة لم يكن ينتظر من يتحدّث عن مناقبه في ذكرى أربعين استشهاده والذي دعا إليها أصدقاء الشهيد والأسرة الإعلامية في محافظة طرطوس بالتعاون مع المركز الثقافي بصافيتا ما زال نابضاً في نضالنا الوطني المستمر حتى تنتهي جولة الباطل المغذاة بنفط ومال عربان الخليج.
بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ محمد غانم إسماعيل وبالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن وبالنشيد الأغلى نشيد الجمهورية العربية السورية، وبفيلم وثائقي عن مسيرته الإعلامية إلى حين استشهاده بدأ حفل تأبين الزميل الشهيد حيدر صمودي ألقى بعدها الزميل هيثم محمد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين – مدير مكتب جريدة الثورة بطرطوس كلمة الأسرة الإعلامية في طرطوس تحدث فيها عن ألم فراق الزميل صمودي ومن سبقه أو تبعه من شهداء الكلمة والصورة.
وقال محمد مخاطباً روح الشهيد: لأنك تشبه سورية التي أحببتَ وغرستك ما زالت حيّة فينا وأن الواجب الذي قضيت دونه لهو رسالتنا التي ندافع عنها وسنبقى مدافعين عنها إلى أن تخرج سورية من أزمتها وقد دحرت قوى الظلم والإرهاب.
وأضاف محمد: الشهادة هي الوجه الأقوى للحياة والكاميرا التي استشهدت وأنت مصمم على متابعة عملك معها لهي السلاح الأمضى في كشف الحقيقة وإبرازها وتقدّم الزميل محمد في نهاية كلمته باسم وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين والأسرة الإعلامية بطرطوس بالتهنئة لآل الشهيد صمودي الذي شرّفه الله بالشهادةv , منوهاً بالدور الكبير الذي يقوم به الإعلام الوطني والذي دفع في سبيله /14/ شهيداً و/9/ مخطوفين و/14/ جريحاً, ومؤكداً أن محاولات تعطيل هذا الإعلام تدل على فشل المؤامرة واندحارها.
الفنان فراس بدور قال في كلمة أصدقاء الشهيد أن حيدر كان عبارة عن ابتسامة مستمرة مشيراً إلى أنه كان مصمماً على الإخلاص في عمله رغم التهديدات الكثيرة التي وصلته.
في حين تحدثت الشاعرة منى إبراهيم باسم أسر الشهداء فأكدت أن الجراح النازفات تغسل حياتنا من دنس علق بها وأننا مدينون للشهداء بحريتنا وحياتنا وأن أمانتهم لدينا أبناؤهم وذووهم .
كما ألقت السيدة نسرين بدر رئيس مجلس مدينة الدريكيش قصيدة شعرية جالت فيها على قيم الشهادة وخصت صمودي بالقول: إننا نلقاه في نجمة الصبح سراً, متسائلة: كيف يخلو الزمان من وجه حيدر.
الشاعر محمد يوسف شدد على الدور الريادي لرجال الإعلام الوطني بالدفاع عن قضيتنا العادلة وأن حيدراً كان واحداً من هؤلاء الجنود.
وبدوره تحدّث الأب زياد إبراهيم عن الوطن الذي نعيش فوقه بكل الحب والتآخي واستعداد الجميع للموت في سبيله ليبقى جميلاً.
أما الشيخ أحمد بلال فأشار إلى أن شهداء محافظة طرطوس تجاوزوا 1200 شهيد وأن جميع أبناء سورية يعرفون ما معنى أن ينتقل الإنسان إلى درجة الشهادة التي يفتدي فيها الأبطال بلادهم وأهلهم وفي نهاية الحفل.
وقبل أن يختم الشيخ محمد غانم إسماعيل بقراءة الفاتحة والدعاء للشهيد صمودي قال علي حيدر صمودي ابن زميلنا الشهيد موجهاً كلامه لأبيه البطل: أعطيتنا أكثر مما كنا نحتاجه من الحب والحنان وكل شيء وقدمتَ روحك للوطن وعهدنا لك أن نتابع المشوار بكل فخر واعتزاز وأن نجدّ في دراستنا ونحصّن الوطن ونحميه.