قال بصوت مخنوق, والكلمات أضعف من أن تصف مشاعره المهزومة:
منذ أسابيع طردنا صاحب البيت أنا وزوجتي واطفالي بحجة أنه يريد تزويج ابنه,وهو بحاجة لبيته ومن وقتها بدأت رحلة المعاناة والبحث عن بيت.. أقصد غرفة للإيجار, استقبل أقربائي زوجتي واطفالي, وأنا متشرد في الشوارع أعمل سائق سرفيس من الساعة الخامسة حتى الثانية عشرة ليلاً ومنذ يومين لم أذق طعم النوم ولا الراحة, وحتى هذه اللحظة لم أجد بيتاً للإيجار بأقل من عشرة آلاف وهو راتبي الشهري.
ويتساءل الرجل المسكين: إلى متى يستمر هذا العذاب ألن تتوقف معاناتي أم تراها سلسلة متواصلة من الأنات تسكت حين يأتي الأجل?! تأتي عليّ لحظات أود أن أصرخ بأعلى صوتي واستغيث وأقول الرحملة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ولكن مشكلتي أنه لا حياة لمن تنادي, أشعر بعجزي وضعفي تجاه معاناتي, ما حدث سلبني رجولتي.
لم يستطع العم ابراهيم اتمام حديثه بل مسح دموعه براحة يده ونظرات لم تجرؤ الشفاه على النطق بها.
وأنا أتأمل ذلك المسكين عصاني دمعي, وبكيت من أجله وبكاء المرأة يهون أمام بكاء الرجل!!
وما زاد وجعي وضاعف همي حكاية حسن الظن بي لإيجاد حل لمشكلته فهل نكون بمستوى التعامل مع هذه الهموم أم أن قيمنا ومعتقداتنا أصبحت على هامش الحياة وأصابها مرض العصر الحالي (جنون التغيير)? أم علينا التسليم بالأمر الواقع الذي قسمه الله سبحانه لنا.
أقول للأخ الكريم.. تجارب كثيرة نمر بها نتصور أنها ستقضي علينا ولكنها تقوينا وتشدنا إلى الأمام.