فقال: لقد ولدت بحسم طبيعي ولكن قدمي كما ترى, اهتم بي والداي قدر استطاعتهما وإمكانياتهما المحدودة في هذه الحياة الصعبة, ومنذ /9/ سنوات توفي والدي تاركاً إرثاً من الحب والحنان اللذين لا يسمنان ولا يغنيان ولكنهما يدفعان للمضي قدماً, لم تجد والدتي أمامها أي سبيل لمتابعة مشوار العذاب معي لكنه لم يدم طويلاً, إلا بضعة أشهر حيث كانت تعاني من مرض السرطان حتى توفيت هي الأخرى بعد والدي بثمانية أشهر, حاول بعد ذلك بعض أقربائي مساعدتي قدر المستطاع ولكن حاجاتي دائمة ولا تنتظر وأريد أن أخرج وأرى العالم والناس. قررت أن أشق طريقي بنفسي, بدأت أتشجع قليلاً باستعمال يدي للانتقال من داخل البيت إلى الحارة المجاورة لشراء الحاجات اليومية ويوماً بعد يوم وجدت أنني استطيع أن انتقل مسافات أطول والآن كما ترى أنا الآن أبعد عن البيت حوالى ال 2 كم قطعتها على يدي. أذهب إلى بائع أراكيل أقوم بصناعة بعض الزخارف على الزجاجات وهو بدوره يعطيني بعض النقود التي أسد بها رمقي.
وضعي منذ صغري وخوف والداي علي منعاني من التعلم والدراسة ولكنني أحاول أن أعوض عما فاتني فدخلت دورة محو أمية, وتعلمت فيها الكثير هنا في مضايا.
ربما علي لاحقاً أن أتعلم دورة حول أصول الرسم والزخرفة لأنها موهبة وجدت نفسي فجأة أتقنها وأحبها وأسعى لممارستها. بمناسبة وبغير مناسبة تجدني في البيت أرسم اللوحات البسيطة على الصواني أو الكاسات باعتباري لا لأملك أدوات الرسم الحقيقية.
أمنيتي أن أحصل على كرسي متحرك بآلة كهربائية فأنا على الرغم من اعتيادي على الحركة إلا أن ذلك يستنزف كل طاقتي ولكن ثمن هذا الكرسي يتجاوز ال 125 ألف ليرة وأمنيتي الأخرى أن أجد من يأخذ بيدي في الرسم والزخرفة لأتمكن من إيجاد عمل ثابت أكسب منه رزقي فأنا أكره كثيراً نظرة الشفقة أو استغلال وضعي لأتسول من أجل أن أعيش, على الرغم مما أنا فيه فأنا واثق أن الله يعطي الإنسان القدرة على تجاوز صعوباته ومشكلاته ومع التجربة يرسل المنقذ. لا أدري حتى الآن أين هو المنقذ ولكنني واثق من عبوره لا محالة.