الاستاذ علي عقيل عضو الهيئة العامة لتنظيم الأسرة السورية قدم شرحاً مفصلاً عن مهارات التواصل مع النساء اللواتي يحتجن للمشورة والمساعدة وذلك خلال الدورة التدريبية للمشاركات من منظمة الاتحاد النسائي التي أقامتها جمعية تنظيم الأسرة السورية كجزء من مشروع الإجهاض غير الآمن.
وكان أهم ما أشار إليه في هذا الموضوع هو أن الاستماع للآخر, والاتصال معه يجب أن يكون صحيحاً ومجدياً لكي نصل إلى المعلومة بشكلها الصحيح ولن يكون ذلك إذا لم نتعرف على طبيعة الشخص الذي أمامنا لاختيار الصيغة التي نتعامل بها معه, وأن تكون القنوات بيننا مفتوحة تساعد كلاً منا على تقبل الآخر دون إلغائه, فعلى سبيل المثال: عندما أكون إنساناً عادياً يهمني التواصل مع الآخرين وعدم الصدام معهم, ولكن عندما أكون في مكان مهني وتأتي إلي شكوى (مثل فتاة لديها حمل غير شرعي, وتريد مشورة), هنا يهمني التواصل الإيجابي وكسر الحواجز النفسية والاجتماعية ويفترض حسب التدريب أن أبدأ معها بالترحيب والتمهيد للتعرف عليها, ثم استخدام الكلمات المطمئنة (إن كل ما تقولينه سيكون بسرية تامة, ونحن هنا لمساعدتك).
ويؤكد هنا الاختصاصي ضرورة الابتعاد عن دور الشرطي أو المحقق أو المصلح الاجتماعي, وأن يكون المرشد حيادياً لا يستخدم كلمات (عيب ,حرام, خطأ, المجتمع يرفض ذلك) أي التعابير والكلمات التي توحي بالدهشة والاستغراب, وعدم إطلاق الأحكام القيمية لأن مهمته تقديم النصح الطبي والوصول إلى حالة نفسية واجتماعية صحيحة حتى لا يترتب على هذه المشكلة مشكلات جديدة أشد قسوة.
وأخيراً والمهم معرفته في هذا المجال أن وسائل الاتصال والتي هي الكلمات ونبرة الصوت وتعابير الجسد هي ليست قواعد ثابتة في الاستخدام وإنما هي نسبية نتعامل معها بحسب الحالة.
ومن جانبها أكدت الاستاذة رائدة الجراح مشرفة الدورة ومسؤولة الخدمات في الجمعية أنه في نهاية هذه الورشة سيصبح المشاركون قادرين على مناقشة مخاطر الإجهاض غير الآمن على صحة الأم وتأثيره على معدل الوفيات. وتعريف الحمل غير المرغوب فيه ومدى ارتباطه بالمخاطر الإجهاضية ومناقشة المضاعفات الناتجة عن الإجهاض غير الآمن ومكونات الرعاية الطبية الأساسية وتقديم خدمات المشورة بعد الإجهاض وتعزيز مهارات الاتصال لدى المشاركين.
وعند سؤالها كيف ناقشتم الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للإجهاض قالت: لا شك أن المرأة التي أجهضت بشكل محرض أو بشكل عفوي سيكون للموضوع أثر سلبي على نفسيتها من شعور دائم بالذنب يرافقها لفترة طويلة ويتجدد مع كل مشكلة جديدة تواجهها أو تواجه أولادها لأنها ستربط ذلك بفعل الإجهاض على أنه (جرم وذنب).
أما الآثار الصحية فقد تكون كثيرة إن لم تكن المرأة في مكان آمن وعبر طرق سليمة (نزف, التصاق رحم, انتانات رحمية, وفاة بالتخدير..) وهذا بدوره يؤثر على الحالة الاقتصادية, وقد تضطر المرأة للاستدانة أو لبيع مصاغها لمعالجة نفسها من الآثار السلبية التي قد تلاحقها لفترات طويلة.
ولا ننسى الاستغلال المادي الذي تتعرض له المرأة من قبل بعض أطباء النسائية المجهضين, وبخاصة المرأة أو الفتاة غير المتزوجة أي الحمل غير الشرعي. حيث يدخل هنا الأثر الاجتماعي من نظرة المجتمع ووصمة العار المرتبطة بمسألة الإجهاض.