تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصدير القلق إلى الآخرين

الرأي الاردنية
عالم الصحافة
الاثنين 3/9/2007
محمود الريماوي

في إطار انشغالها بما بعد الانسحاب الأميركي من العراق ,أعدت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تقريراً عن تداعيات هذا الاحتمال , الذي بات واقعياً هذه الأيام أكثر من أي يوم مضى .

وقد نشرت السفير اللبنانية أمس السبت تقريراً عن السيناريوهات المحتملة لدى المؤسسة العسكرية , وذاك نقلاً عن يديعوت أحرونوت . ما يستوقف في التقرير العسكري هو الإشارات , بأن انسحاب القوات الأميركية سوف يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في العراق , ونزوح موجة كثيفة من هجرة العراقيين يصفها التقرير العسكري بالطوفان باتجاه الأردن.‏

من الواضح أن التهويل الإسرائيلي مرده في الأساس , التخوف من ضعف قد يعتري نفوذ الدولة الكبرى حامية الكيان الإسرائيلي .‏

ومعلوم أن تل أبيب تعارض انسحابا أميركياً من بلاد الرافدين وترغب في أن يتم إشعال حرب أخرى مع إيران .‏

فكلما نشبت حروب خارج حدود الدولة العبرية , فإن ذلك يقع بردا وسلاما على هذه الدولة العظيمة التي تتغذى من الكوارث التي تلحق بالآخرين , سواء بسبب هذه الدولة أم لا .‏

أما المخاطر على الأردن فإن المرء يشك بها في حال الإنسحاب الأميركي .‏

لأسباب وعوامل منها التالي : أن هذا الانسحاب سيضع حدا لباعث رئيس على التوترات في العراق .‏

أن هذه الخطوة سوف توحد غالبية العراقيين لمواجهة الجماعات المسلحة كالقاعدة على الخصوص , وعلى الأغلب أن المرتزقة الأجانب سوف يسارعون إلى الخروج مع مغادرة القوات الأميركية .‏

سوف يؤدي الانسحاب إلى فتح أفق سياسي رحب أمام العراقيين , لتوسيع وتفعيل العملية السياسية , بعد زوال تحفظات جوهرية لدى فرقاء كثر مثل جبهة التوافق والتيار الصدري وحزب الفضيلة الشيعي .‏

أمام هذه الآمال الواقعية , فإنه من المفهوم والمتوقع , أن يعود عراقيون كثر من الخارج بما في ذلك من الأردن إلى وطنهم , لا العكس .‏

أجل إن المخاطر الأمنية داخل العراق واردة عقب الانسحاب المنتظر .‏

لكن من يستطيع أن يماري أن هذه المخاطر غير قائمة مع وجود القوات الأجنبية . فإذا أخذ المرء في الاعتبار أن الانسحاب سيتم إذا تم , بالتدريج , فإنه يمكن في هذه الحالة استيعاب هذه المخاطر وتطويقها أولاً بأول . ويبقى أن الاحتمال الأدعى للقلق , هو مسارعة إيران لملء ما تعتبره الفراغ , وهو ما تحدث عنه جهاراً قبل أيام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد . وفي الظن أن ذلك إذا حدث , وإذا ما تم الانسياق لغواية تمدد امبراطورية إيرانية تحت وابل من شعارات إسلامية كثيفة , فلسوف يؤدي ذلك إلى نتيجتين متلازمتين : الأولى تكريس حرب أهلية طائفية في العراق .‏

والثانية ابتعاث أجواء الحرب العراقية الإيرانية الطويلة , التي لم يبرأ الشعبان من جروحها الغائرة بعد , وذلك بعد تمظهر الوجود الإيراني في هذا البلد على صورة احتلال . لقد صمد الأردن أمام موجات عاصفة من التطورات شهدتها منطقتنا .‏

وفي القناعة أن انسحاباً أميركياً من العراق سوف ينعكس إيجاباً من عدة زوايا , منها سحب الذرائع والمسوغات أمام موجات التطرف .‏

لقد أبدى خبراء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية , حدبهم على الأردن من موجة مهاجرين طوفانية على حد تعبيرهم .‏

إذا كان هؤلاء يمتلكون ذرة من الصدق وهم لا يمتلكونها : لماذا يمنعون منذ أربعين عاماً أكثر من مليون لاجىء ونازح فلسطيني إلى الأردن , من العودة إلى ديارهم ? .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية