ولم يتلق الرئيس الجورجي جواباً قاطعاً على سؤاله, على الرغم من أن الموقف الأميركي معروف جيداً بهذا الشأن, فأميركا أعلنت غير مرة, دعمها لترشيح جورجيا لنيل عضوية حلف شمال الأطلسي وحتى الكونغرس الأميركي صدق على قرار بصيغة توصية حول قبول هذه الجمهورية في الحلف, ولكن رأي رئيس بلد واحد غير كاف لنيل (تذكرة الانضمام) إذ ينبغي أن تؤيد القبول جميع الدول ال26 الأعضاء في الناتو دون استثناء, وعلى هذه البلدان بالذات أن تتخذ القرار النهائي.
ومن المنتظر أن يحضر قمة بوخارست جورج بوش المؤيد لانضمام جورجيا إلى الحلف,وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعارض ذلك, وثمة معطيات تشير إلى أن عدداً من بلدان أعضاء الحلف مقتنعة بالحجج الروسية ,لعدم جواز قبول جورجيا حالياً في عضوية الناتو, ولن تؤيد هذا الانضمام, فمثلاً أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤخراً عن قلقها من توسيع الناتو, فقد قالت بوضوح: إنه لا يجوز ضم بلدان (متورطة في نزاعات إقليمية) إلى الحلف وليس من الصعب تخمين أنها تقصد جورجيا بالذات, وسارعت الجالية اليهودية من أصل جورجي بإعداد نداء إلى المستشارة الألمانية, تطلب فيه دعم انضمام جورجيا التي تجسد انتصار الحرية والمثل الديمقراطية إلى الناتو, ووقع النداء 1650 شخصية من هذه الجالية.
ويبدي تحفظاً إزاء انضمام جورجيا إلى الحلف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, كما لم تحدد موقفها بصورة نهائية من اليونان وإيطاليا والنرويج واسبانيا, ويتخوف معارضو قبول جورجيا وأوكرانيا في الناتو من أن يؤدي تغيير صفة الجمهوريتين السوفييتين السابقتين إلى تردي علاقات روسيا مع الغرب.
أثناء استقبال جورج بوش للرئيس ميخائيل ساكاشفيلي قال: (أعتقد أن الناتو سيستفيد من عضوية جورجيا, ورأى أن جورجيا ستنتفع أيضاً من تحولها إلى جزء من الناتو), وأعرب ساكاشفيلي عن امتنانه لنظيره على (هذا الدعم القاطع) ومع ذلك يعتقد المراقبون أن تصريح بوش الدقيق هذا سيبقى مجرد كلمات وسيبقى كذلك, لأنه غير قادر على التأثير مبدئياً على اتخاذ القرار).
وهناك توقعات بأن تحدث في قمة بوخارست خلافات بين الرئيس بوتين والرئيس جورج بوش حول التأثير على قرار قبول أعضاء جدد, ومن المرجح أن تكون الكفة راجحة لجانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لأن جورجيا في المرحلة الراهنة غير جاهزة تماماً لإدراجها في خطة العمل لنيل عضوية الناتو.
صحيح أن 50 بالمئة من مواطني جورجيا, حسب الاستطلاع الذي أجرته الحكومة, يؤيدون الانضمام إلى الناتو. فقد ساد اعتقاد بأن المشاركة في الحلف تعني الالتحاق بالعالم المتحضر, ونقطة انطلاق المشاركة في الحلف تعني الالتحاق بالعالم المتحضر, ونقطة انطلاق لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي, وأن الناتو يعتبر تجسيداً للاستقلال. ولكن لا يجوز بأي شكل من الأشكال نسيان أن مؤسسة (الناتو) تتمتع بصلاحيات تفوق الصلاحيات الوطنية, ويتعين التضحية بالسيادة وتنفيذ الأوامر العسكرية, ويعني ذلك إشراك العسكريين الجورجيين في العمليات الحربية في (نقاط العالم الساخنة). أو نشر أسلحة وقواعد عسكرية أجنبية في جورجيا, كما أن لعضوية الناتو ثمناً نقدياً يعادل 2 بالمئة من الميزانية السنوية العامة من كل بلد عضو فيه, وفي جميع الأحوال يدرك ساكاشفيلي أن حل مشكلة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ليست في واشنطن ولا في بروكسل بل في موسكو!!.