بالتأكيد لقد فعلت ذلك و (جورج بوش) وضع (البنش) ( عباءة من جنوب أميركا) في (سانتياغو) ولكن الفرق الواضح هو أنه عندما يتجاوز السياسيون البيض المسألة العرقية يبدون ظرفاء ولكن عندما يقوم زنجي يسعى للرئاسة بذلك فإنه سيبدو أجنبياً.وعندما يكون الرداء العرقي ذو الصلة بالموضوع مذكراً نوعاً ما بالملابس التي يرتديها المقاتلون العراقيون والأفغان ( على الأقل بالنسبة لمعظم مشاهدي (فوكس) الذين يعتقدون بأن أي شيء يوضع على الرأس باستثناء قبعة البايسبول ما هو إلا اعلان لحرب على أميركا) عندها ستكون الصورة مرعبة تماماً. فضيحة (العمامة) هي جزء مما يشار اليه ب(تهمة المسلم) وهي تضم كل شيء بدءاً من المبالغة في نطق الاسم المتوسط ل(أوباما) ( حسين) إلى الحملة على شبكة الانترنيت القائلة إن (أوباما) التحق بمدرسة أصولية في أندونيسيا ( وهي كذبة) وأنه يقسم على القرآن ( كذبة أخرى) وأنه في حال انتخب سيضع مكبرات صوت في البيت الأبيض من أجل النداء الاسلامي للصلاة.
وحتى الآن ردت حملة (أوباما) بتصحيحات تعلن ايمانه المسيحي وتهاجم من يحاولون النيل منه, احدى النشرات تقول: لم يكن باراك يوماً مسلماً ولم يعتنق أي ديانة إلى جانب المسيحية ,وأوباما قال لصحفي في (كريستيان نيوز): أنا لست مسلماً ولم أكن أبداً).
بالتأكيد يجب أن يصحح (أوباما) المعلومات ولكن عليه ألا يقف هنا فالشيء المزعج في رد الحملة أنها لم تعترض على الافتراضات المهنية والعرقية التي تقف وراء (تهمة المسلم): وهي أن كونك مسلماً مصدر عار وهذا ليس من المنطق ,فمؤيدو أوباما قبلوا عرضياً فكرة أن اتهامك بالإسلام يعادل اتهامك بالخيانة العظمى.
ويجب ألا تتوقع أقل من ذلك من حملة (أوباما) وعندما سئل خلال نقاشات (اوهايو) عن دعم (لويس فرقان) لترشيحه لم يتردد أوباما في وصف تعليقات (فرقان) بالمعادية للسامية وبأنها غير مقبولة ومستهجنة وعندما ذكرت مسألة صورة العمامة في نفس النقاش لم يستخدم (أوباما) هذه المناسبة لقول أي شيء على الاطلاق.
تعليقات (فرقان) سيئة السمعة حول اليهود كانت قبل اربعة وعشرين عاماً ولكن الكره المعربد والمتمثل ب (تهمة الاسلام) يظهر في الوقت الحالي ويعد بأن يتكثف أكثر في الانتخابات العامة.
هذه الهجمات لا تقوم ببساطة بتلطيخ عقيدة باراك المسيحية حسب قول جون كيري ولكنها هجوم على كل المسلمين وبعض منهم يمارسون حقوقهم في تغطية رؤوسهم وارسال اطفالهم لمدارس دينية. الآلاف منهم يحملون اسم (حسين) وكلهم يشاهدون ثقافتهم تستخدم كهراوة ضد (أوباما) بينما المرشح الذي هو رمز للانسجام العرقي يفشل في الدفاع عنهم هذا في وقت يتحمل فيه مسلمو الولايات المتحدة الوطأة الكبرى من اعتداء إدارة بوش على الحقوق المدنية وما يشمل الأمر من شبكات تجسس ويواجهون موجة من جرائم الكره.
وقد حدت -وإن لم يكن كافياً- أن قال (أوباما) إن المسلمين يستحقون الاحترام والكرامة ولكن الشيء الذي لم يحدث هو ما نادى فيه (سينغير) في بولندا: شجب الهجمات ذاتها على أنها دعاية عنصرية وهذه المرة ضد المسلمين.
الجزء الهام في ترشيح (أوباما) أنه وجده وهو الذي عاش في اندونيسيا كصبي مع جدته الافريقية يستطيع اصلاح العالم بعد نزهة بوش المخربة.