مثل كندا التي علت فيها نداءات تطالب بسحب قواتها وتسليمها مهاماً سلمية, وكان وزير الدفاع الكندي (بيتر مكاي) صرح أن بلاده ستسحب قواتها من أفغانستان والتي يبلغ عددها 2500 جندي بحلول العام ,2009كما انتقد الوزير الكندي موقف الحزب الليبرالي الكندي الذي اقترح تمديد إبقاء القوات الكندية في أفغانستان مع إجراء تخفيض على دورها القتالي, وتركيزه على تدريب القوات الأفغانية, معتبراً أنه موقف (غير واقعي).
وقد رفضت بعض الدول التي تحارب قواتها في أفغانستان وضع قواتها تحت إمرة الحلف, لكن تحوطها هذا هل سيكون ذا مفعول بعد قمة الحلف في بداية نيسان? ولاسيما أن وزير الدفاع الأميركي (غيتس )أعلن النفير في الأيام الأولى من آذار مطالباً بمشاركتها ليكون هناك عدل بين دول الحلف في تأدية ضريبة الدم, مناشداً أثناء لقائه تجمعاً للخبراء الأمنيين والعسكريين في ميونيخ في آذار الماضي, الدول الأوروبية دعم الحرب في أفغانستان, مؤكداً أن حلف شمال الأطلسي سيكون عرضة للخطر إذا انقسم أْعضاؤه إلى دول مستعدة للقتال وأخرى غير مستعدة.
وعليه.. فحلف الأطلسي بحاجة إلى إرسال مزيد من العسكر إلى أفغانستان, وعلى كل دولة عضو فيه أن تعلن مشاركتها هناك, وألا تشقّ عصا الطاعة في قمة زعماء الأطلسي التي ستعقد في بوخارست ما بين الثاني والرابع من نيسان. وبحسب تقرير إخباري بريطاني أن فرنسا التي لها في أفغانستان 1600 جندي تخطط لإرسال ألف جندي آخر لدعم الناتو هناك, ومع ذلك فقيادة الأركان الفرنسية تعتبر أنه لا مصلحة لفرنسا بالتورط أكثر على جبهة خاسرة. وبحسب تحليل لدومينيك دوفيلبيان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق أنه لا يمكن تعزيز القوات الفرنسية في أفغانستان نظراً لغياب الأهداف المحددة هناك.
وكذلك أيضاً قد أظهر وزير الدفاع الألماني (فرانتز يوزف يونغ) نيته مقاومة الضغوط الأميركية في هذا المجال, وقال:( أعتبر أن مساهمتنا ممتازة), مذكراً أن ألمانيا ثالث مساهم في أفغانستان بكتيبة تضم 3200 عنصر بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
وظهر في مسودة بيان مجلس الدوما الروسي تلميح أن روسيا ستفكر بقضية الاعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في حالة انضمام جورجيا إلى الناتو.
وثمة دعوات في أوروبا تحرض على إلغاء الحلف لأنها ترى فيه أداة لخدمة المطامع الأميركية, وترى أنه حريّ بالأوروبيين بدلاً من الخضوع, أن يجدوها فرصة للخروج من حلف لا يوفر لهم الأمن بل يسترقهم.
ومع ذلك.. إن جميع المراهنات التي قام بها محللون عديدون حول ما سموه (موت) الحلف الأطلسي بناء على القول إنه قد فقد سبب علة وجوده وأصبح بالتالي من الماضي بعد أن زال الخصم التاريخي (الاتحاد السوفييتي), إنما هي مراهنات ثبت فشلها. وذلك على أساس أن الحلف الأطلسي يشغل اليوم مكانة على صعيد قضايا العالم لم يشغلها في أية فترة أخرى من حياته,ولم تبدأ ملامح تصدع الناتو الآن ولكنها بلغت مبلغاً جماً, وكثر الحديث عن أن أفغانستان سجلت بداية انهيار الاتحاد السوفييتي وحلف فرصوفيا, ويمكن أن تصبح القشة التي تقصم ظهر البعير وتسجل بداية الهزيمة العسكرية الغربية المشتركة وانهيار الناتو, وخسارة الحرب هناك بمعنى العجز عن تحقيق أهدافها, ويعني سقوط الصيغة الجديدة التي اعتمدها الحلف لنفسه وسوّغ بها استمرار وجوده رغم سقوط حلف فرصوفيا.