تستورد المحطات العربية برامج أميركية, ومن ثم تقوم بتقديمها كوجبات لاغنى عنها في مهرجان الثقافة الجديدة, وتتفوق قناةMBC4 على غيرها من القنوات بحشد عدد لابأس به من هذه البرامج, من دون أن تتساءل عن قيمة ماتعرضه, أو عن الهدف من هذا العرض.
في الحلقة الأخيرة من (رايتشل راي) على قناة MBC4 قامت مقدمة البرنامج التي يحمل اسمها, بعرض لقطات لها وهي تتسوق, وكررت أكثر من مرة أنها تحب التسوق, وهي بارعة في هذا, وقالت لنا ما الهدايا المفضلة لديها.
ولكن, أين يمكن أن تكون هذه المرأة قد تسوقت? طبعاً ليس في سوق الخجا, ولافي سوق الحميدية, بل في سوق أكبر قليلاً, ويقع في مكان ما اسمه الولايات المتحدة الأميركية, وهذا السوق اسمه (مانهاتن) أحد أكثر الأسواق غلاء في العالم, ومن ثم انتقلت إلى شارع (سكوب) واشترت كتاباً مهماً تصدرته صورة رايتشل راي, وأكدت أن هذا الكتاب هدية ممتازة.
في فقرة لاحقة عرضت رايتشل راي لجمهورها بعض الرسائل التي أرسلتها واستقبلتها على الموبايل, وكانت أول رسالة من أمها, تحدثت فيها عن كلبها الأول ( بو) الذي بقي عندها 12 عاماً وعن الهرة التي تحب أن تجلس دائماً بجانب المدفأة, وتكون راي حريصة على إعلامنا بأن هذه الرسائل أنقذت حياتها!!.
مع صرخات الجمهور, تصل مشاعر راي إلى ذروتها وتشرف على البكاء.
ربما تكون هذه الأشياء مهمة جداً لراي ولرفيقاتها, ولكل الحضور في الاستديو, ولكن ما المهم لدى المشاهد العربي? هل يعني لنا شيئاً إن كان كلبها يحب قطتها, أو أن قطتها تصارعت مع الكلب, أوأن الكلب قد شعر بالبرد, واضطرت أمها للاتصال بها من أجل ذلك?.
كل هذا يعنينا بالتأكيد, ويعنينا أكثر أن نعرف كل تفصيل عن مانهاتن وعن سكوب وعن أفخم المحال والفنادق والمطاعم ودور الأزياء هناك, وأكثر من ذلك, سنراسل السيدة راي لنفهم منها تفاصيل معشوقة كلبها ولون شعرها وعمليات التجميل التي خضعت لها, ومن مدير أعمالها.
ألسنا متفرغين لهذا فقط??