حيث يقوم طلاب سوريون بذلك, في فكرة لابد من الحديث عنها الكثير, لأنها تلغي الصورة النمطية للطالب السوري إما (شاطر) يأكل الكتب ويحصل العلامات الكاملة, وإما (كسلان) لا ينفع إلا لصنعة ما..
والفكرة هي أن طلاباً بادروا بإنشاء نادي التطوع الالكتروني, وهو (ملتقى افتراضي للطلاب السوريين من كافة المحافظات الراغبة بالمساهمة في تقديم خدمات تنموية مجتمعية تعتمد على التكنولوجيا لأفراد مجتمعهم خلال العطلة الصيفية في سبيل الاستثمار الأفضل لطاقاتهم ومواهبهم وتعزيز مهاراتهم في التواصل والتحليل والبحث والنقد البناء الهادف, بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في توطين الفكر التطوعي في سورية وتسخيره لتوفير بيئة تنموية متوازنة ومستدامة).
أنشىء النادي في صيف 2007 استجابة لرغبة مجموعة من شباب وشابات (مشروع دمج التكنولوجيا في التعليم) في إيجاد مجتمع افتراضي يستطيعون من خلاله تقديم خدمات تكنولوجية للمجتمع السوري.
ويطبق النادي بإشراف مدربين متخصصين, مشروع التبرع التطوعي بالدم, يتم فيه إنشاء قاعدة بيانات ضخمة على الانترنت يستطيع السوريون الراغبون بالتبرع بالدم دخولها وتسجيل بياناتهم الكاملة كما سيتاح للمشافي دخول الموقع والاستفادة من بياناته.
ومن مشاريع النادي أيضاً, مشروع مملكة إيبلا التاريخية, وهو موقع الكتروني يقدم لمتصفحه رحلة معرفية برفقة أحد ملوك إيبلا ليستكشف تاريخها وثقافتها ويتعرف على الأماكن التي يستطيع زيارتها.
كما قام بعضهم بتطوير فكرة مشروع (مشكلات الشباب) حيث سيقوم المشاركون بالبحث في مشكلات الشباب السوري والعمل على إيجاد الحلول المنطقية لها.
وهناك أيضاً مشروع محو الأمية المعلوماتية لدى الكبار, حيث تطوعت مجموعة من طلاب المحافظات لتدريب بعض الأهالي على استخدام الكمبيوتر والانترنت.
يقول أحد مدربي المشروع, اسماعيل الخضر وهو موجه اختصاصي للمعلوماتية, (كانت تجربة غنية ورائعة تجاوزت حدود توقعاتنا والكلام ليس مجاملة أو نوعاً من الدعاية أو نوعاً من التخيل, إنه حقيقة واقعة, أبدع الطلاب وهم في القاعات يدربون الكبار).
أما مدرس المعلوماتية رامز ديبة, فيقول: (الأوطان تكبر بأبنائها, فما بالكم إذا كان الصغار منهم معلمين ومدربين في التكنولوجيا).
أما حنين صالح وهو أحد الذين التحقوا بهذه الدورة فيقول: (التحقت بهذه الدورة لأزداد معرفة واكتسب خبرة أكثر ولو كانت بسيطة, فأول شيء اعجبني ولفت انتباهي بنفس الوقت من سيقوم بإعطاء الدروس هؤلاء الطلاب الذين يتمتعون بالذكاء والجرأة وقوة الشخصية).
السيدة إلهام الحاكمي تقول (لم أرغب في أن أوصم بالأمية, وقد رأيتها فرصة لي لتعلم ما فاتني من مهارات للحاق بالتطور الحاصل في التكنولوجيا, صرت أتطلع إلى التعلم غير آبهة لكوني أكبر المتدربات عمراً ولست أشعر بالحرج من المتدربين الذين هم في عمر أبنائنا, كما أظن أن شعورهم تجاهنا هو شعور من يحاول إنقاذ غريق دون النظر إلى فارق السن, أما شعورنا نحن المتدربين فهو بالتأكيد الفخر لما وصل إليه أولادنا من علم ومهارة لم تكونا متوافرين في أيامنا).
ونادي التطوع هو واحد من عشرات المواقع التي يشرف عليها مشروع (دمج التكنولوجيا في التعليم), أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية, الذي يطبق في المدارس السورية بدعم وتعاون مع وزارة التربية.
فقد انطلق المشروع في عام 2005 بضم 500 مدرس من المئة مدرسة وأكثر من 50000 طالب سوري كما شهد المشروع توسعاً في عام 2007 ليصل إلى 120 مدرباً و1500 مدرس وما يقارب 100,000 طالب في 300 مدرسة من كافة المحافظات وتدريبهم على تطوير مهارات التعليم لتزويد الشباب السوري بمهارات اكتساب المعارف وفلترتها والتفكير بشكل ناقد ومستقل لتطوير مهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع, والعمل الحر, والمساهمة بنجاح في اقتصاد المعرفة العالمي, حيث يسخر الطلاب والمدرسون التكنولوجيا لتطوير الدروس العادية, ويحولون حصتهم الدراسية إلى حصة شيقة, مليئة بالبحث على شبكة الانترنت أو إلى زيارات ميدانية توضح المنهاج, وقد يطورون هذا العمل ليحولوه إلى موقع الكتروني يضعون فيه خلاصة بحثهم واستنتاجاتهم وأسئلتهم, والأهم من هذا كله أن هذه الطريقة تنمي فيهم الشخصية المستقلة الباحثة والمفكرة, ويطبق المشروع في المرحلة الحالية على الصفين الأول والثاني الثانوي وعلى السابع والثامن.